قرأت لكم – أكبر تنظيم إرهابي في العالم 2/2


وذنب سوريا هذه الأيام هو عدم الخضوع لشروط إسرائيل وعدم الإذعان للظلم  الإسرائيلي والنهب الإسرائيلي للأرض والمياه، وذنب ليبيا أنها تفكر في تسليح نفسها وأنها تبني دفاعات وتستورد خيرات.

وذنب العراق هو ترسانتها الكيميائية ومفاعلاتها النووية وعند إسرائيل أضعاف ما عند العراق وأضعاف ما عند العرب كلهم من أسلحة… ولا اعتراض ولا تحفظات.. وإنما مكافآت ومساعدات ومليارات الدولارات… وتشجيع على المزيد. وفي مقال سابق كشفنا الغطاء عن العصابة الأمريكية الاسرائيلية وعن التنظيم الإرهابي السري بين الاثنين لصناعة الانقلابات في افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وتجنيد العملاء، وشراء الزعماء، وإفساد الذمم، وتحريض الطوائف، وإفقار الفقراء، وقتل الأبرياء، في مخطط دموي رهيب للهيمنة والسيادة على العالم بقوة السلاح.

هؤلاء الجبارون الجدد الذين يخططون لخراب العالم من أجل حفنة من الدولارات، ويتهمون الدول الصغيرة بأنها ترعى الإرهاب ويلبسون عمامة المصلحين، ويلقون علينا المواعظ الأخلاقية.. هؤلاء الجبارون لن يظلوا في مأمن.. وسوف تطولهم النار التي أشعلوها.. وقد بدأ الفتيل الذي أشعلته أمريكا ينفجر في داخل البيت الأمريكي نفسه.. والذين يظنون أن التحالف مع أمريكا وإسرائيل هو سفينة نونح التي سوف تنجيهم من الطوفان واهمون.. فسفينة الظلم هي دائما أول ما يغرق، والذين يجلسون على عروش السيادة والهيمنة هناك يجلسون على خواريق (أعمدة حديدية تدخل للمذنب من الدبر وتخرج من أعلى) وقد حسبوا حساب كل شيء بدقة إلا شيئا واحدا نسوه أن الله هو مالك كل هذا الملك وأنه هو الذي خلق الكون وهو الذي يديره من وراء حجب الغيب.. وأنه لا بد ناصر الحق وليتهم يقرأون التاريخ.

بل ليتهم يقرأون القرآن وما قال ربنا عن الأقوام الباغية.. عاد وثمود وقوم نوح وأمثالهم {وأنه أهلك عادا الأولى وثمودا فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى}(النجم : 50-51-52) والذي يقرا “عادا الأولى” لا شك يتساءل مثلى.. وهل هناك عاد الثانية؟؟!!

ويقول ربنا لعاد الأولى تلك : “وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون”، “وإذا بطشتم بطشتم جبارين”(الشعراء : 129-130)ز

وكأنما يتحدث ربنا عما تفعله أمريكا اليوم.. الأبراج ناطحات السحاب وصناعة الخلود الذي تتخذ لها كل الأسباب، والبطش في جبروت بأعدائها.. القنبلة الذرية التي ألقتها أمريكا على هيروشيما والأخرى التي ألقتها على ناجازاكي قتلت ثلاثمائة ألف نفس في لحظة.. في الوقت الذي كان امبراطور اليابان في طريقه إلى التسليم.. جبروت بلا ضرورة سوى استعراض البطش وتجربة أسلحة الدمار الشامل في المدنيين العزل.

هل تكون أمريكا هي عادا الثانية؟؟ مجرد خاطر؟؟!! وهذه نيويورك العجيبة ذات الأبراج الشواهق وناطحات السحاب.. “إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد”. مجرد تداعي أفكار.. تأخذني كلما قرأت تلك الآيات وأتساءل هل يعيد التاريخ نفسه؟؟!!

خاطر مفزع لو دار بأذهان الأمريكان لكان لهم شأن آخر.

ولكن لا أحد يقرأ ولا أحد يعتبر ولا أحد يؤمن بقرآن ولا أحد يحسب حسابا لمساءلة في دنيا أو آخرة.

وغرور القوة يعمي الأقوياء، ودواعي الغفلة تلهي الكل. والله وحده بيده مقاليد البدايات والنهايات ونسأله العون والنجدة.

ولا يبدو أن هناك بارقة أمل في الحصول على أي تقدم في عملية السلام، وعلى الجانب العربي أن يتدرب على  تجرع العلقم وعلى استساغة المر.

وإذا كان نيتانياهو قد تجرأ على تمزيق اتفاق مدريد وشطب بند الأرض مقابل السلام فلا أعجب أن يتجرأ على معاهدة كامب ديفيد وعلى الطمع في سيناء. وسمعة إسرائيل في تمزيق عهودها ونكثن التزاماتها داء قديم يجري في الدم، وسيناء كنز فيه كل ما تحلم به إسرائيل. بترول وفحم وغاز طبيعي ونحاس “ومنجنيز وفيروز وماء سيال قادم من النيل عبر ترعة السلام، وقرى سياحية بمليارات الدولارات.. ولا يوجد عسكري واحد يحرس هذه الثروات طبقا لمعاهدة كامب ديفيد.. ونحن ناس أمناء ننفذ تعهداتنا بشرف.. ولكن الطرف الآخر الذي يعربد ويهدد ويندد قد أراح نفسه من حكاية الشرف هذه وأعلن عن ضرورة إعادة النظر في كل شيء، وقال كلينتون وهو يحتضن نيتانياهو إن إسرائيل وحدها لها أن تحدد شروطها للسلام الذي ترضاه…”، وصفق الكونجرس وقام وقعد وهلل كأنه يشهد حفلة “باليه” أو أوبرا عيادة بصوت الكروان بافاروتي.

في أي عصر نعيش يا سادة.. وأمريكا الشريك الرئيسي في التعاقد تخلي طرفها وتدعو الخصم لينفرد ونحده بإملاء شروطه.. فيصفق المجلس إعجابا باللا أخلاقية السياسية.

هل نشهد كوميديا سوداء على مسرح عبثي أم أننا مقبلون على نهاية العالم.

وأقول للعرب استعدوا لتتجرعوا مزيدا من العلقم، وأقول لوزير دفاعنا.. استعد لأسوأ الاحتمالات.. وافتح عينيك على  كل دبة  نملة على أرض سيناء.. وخذ بمبدأ الأفاعي.. إن سوء الظن من حسن الفطن.. وأن تتوقع الغدر أسلم من النوم الهنيء على المواثيق والعهود.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>