بارقة – أما آن للتلفزة المغربية أن تكون في مستوى رمضان


التلفزة المغربية تقوم ميزانيتها وتجهيزها وتسييرها على ما يقتطع من جيوبنا مباشرة او غير مباشرة، أي هي قائمة وسائرة بأموالنا نحن، ليست شركة خاصة، لذلك يجب أن تكون في المستوى اللائق لخدمة أهداف المشاركين الممولين، والمشاركين رغماً عنهم..

والمغاربة مسلمون ولهم كتابهم وهو القرآن الكريم ولهم سنتهم وهي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم قولا وعملاً واقراراً ولهم تراثهم الإسلامي العظيم… وليس في دينهم ولا في أخلاقهم ولا في تراثهم الأصيل ما يسمح بأن ينتهك رمضان بالأغاني الخليعة والمناظر المحرمة والأفلام المبتذلة المنافية للآداب.

إن هذه الوسيلة الاعلامية والموجهة والمربية الخطيرة يجب أن تتجاوب مع شهر رمضان وما يقتضيه من فتح ابواب الطاعات وإغلاق ابواب المعاصي والعمل على بث كل ما يسهم في ترقية الاذواق والأفكار ويغذي المشاعر  بكل ما هو نبيل وجميل وسديد ، والعمل على تقديم البرامج التي توثق العرى بين المواطنين ويشيع الأمن والاستقرار والرضا في أجواء الاسرة وفتح منافذ على اجمل واعظم ما في العالم من تقدم في ميدان العلوم والابحاث والخدمات الاجتماعية والأعمال الإنسانية والمجتمعات المدنية والانجازات الصناعية والاقتصادية والرقي بالانسان في مجالات حقوقه وكرامته وحريته.

ويجب على هذه التلفزة أن تنطلق من تعاليم الاسلام عقيدة وأحكاماً وآدابا، وفي حضارة الاسلام خلال تاريخه المشرق الطويل، وفي تاريخ المغرب وما بناه وشيده ودعمه من القيم الحضارية والفكرية والعلمية والثقافية، ما يجب أن تعرف به تلفزتنا كبارنا وصغارنا ونساءنا ورجالنا مما أصبح مجهولاً لدى الكثير الكثير منا كما يظهره الواقع والاختبار.

ان الامم التي تريد أن تدخل القرن الواحد والعشرين عزيزة كريمة قوية متحضرة منتجة تطاول الكبار وتزاحم العظماء هي التي تعكس طموحها على شاشة الواقع المعيش عبر تعليمها وإعلامها واجهزتها الثقافية والترفيهية وادارتها ومؤسساتها وجميع مناحي حياتها، وإلا كانت تحلم وتتخيل وربما تهذي وتهرف بما لا تعرف وتقول ما لا تفعل وتتمنى دون أن تريد وتكذب على نفسها وتفضح حقيقتها فتصبح مسخرة بين العالم.

ان للمغرب تاريخاً مجيداً ومكانة عظيمة وموقعاً بين الدول متميزاً فهل ستكون تلفزتنا في مستوى هذا المغرب الذي يجب الاَّ يبقى منتمياً للعالم الثالث لأن الله أكرمه بدين كان كلما تشبت به وتجاوب مع تعاليمه احتل المكانة السامية في القيادة والريادة والسيادة بين الأمم.

ان التلفزة يجب ألاَّ تبقى ذلك الجهاز البغيض لكل مغربي مسلم يتوق لأن يراها وهي منارة اشعاع وخير وتقدم وسلام.

بقلم : أ. د. عبد السلام الهراس

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>