ما هكذا يكون التحاور


عبد القادر منداد

نشرت جريدة “المحجة” الغراء في عددها الخمسين (50) مقالا للأستاذ محمد بن محمد الفزازي تحت عنوان : (“روجي جارودي” لا هو مسلم ولا نصراني ولا يهودي) ادعى الأستاذ الفزازي أنه يرد فيه على أفكار وآراء “جارودي” الواردة في الحوار الذي أجري معه في مجلة “المجلة” والذي نقلته جريدة “الاتحاد الاشتراكي”. إن ما اعتبره الأستاذ الفزازي ردّا على “جارودي” تنقصه الموضوعية ويفتقر إلى الطابع العلمي الذي يعطيه المصداقية اللازمة التي لابد منها في النقاش والحوار العلميين.. وذلك انطلاقا من الملاحظات الآتية :

أولا : إن اعتماد الأستاذ الفزازي على ما نشر مترجما عن اللغة التي تكلم بها “جارودي” رُبَّما كان يفتقد شيئا من الأمانة والتحري والتبين.

ثانيا : وبناء على ما سبق فإن ما جعله الأستاذ الفزازي بين أقواس ونسبه إلى “جارودي” رُبَّما كان غير موثق توثيقا علميا، أي غير متعدد المصادر الموثوق بها عند الملتزمين بالاسلام قولا وفعلا. وهنا لابد من تذكير الأستاذ الفزازي أن من رواة الأخبار من المحدثين من ترك حديث الكاذب على الحيوان فما بالنا بخبر من يكذب على الإنسان، بل على الملايين من الناس، ولذلك فإنه من الخطإ أن نسمع من هيان بن بيان ونصدق أيا كان فيما ينقل ويقول. فلو تريث الأستاذ الفزازي وتأنى قليلا لعَدَل عما قاله في موضوع “جارودي” خصوصا وأن جريدة “الشعب” المصرية  نشرت رسالة “لجارودي” تشكك ولو نسبيا فيما نسب إليه، وقد نُشرت هذه الرسالة في “المحجة” عدد 51.

ثالثا : إن ألفاظا كثيرة وتعابير شتى من قبيل (فطفحت كفرا وشركا وردة..) و>… مغالطة بليدة لا تفيد شيئا في درء تُهمة الردة عنه) و(فكان حريصا على الكفر والزندقة في كل موضوع تناوله بالبحث…) و(… وعلى الاعتبار الثاني لا يعني أنه يحق له أو لغيره من الكفار…) وَرَدَتْ في المقال المعنون بما أشرت إليه لا ترقى إلى مستوى الجدال والنقاش بالتي هي أحسن إِذْ لا يليق بالأستاذ الفزازي وأمثاله أن يحاوروا بمثل هذه الخشونة غيرهم. فالشرع أمرنا أن نحاور بحكمة ورحمة وبالموعظة الحسنة، ودعانا أن نبشر ولا ننفر، فالإنسان المصلح، الملتزم بدينه داع إلى الله وليس قاضياً يواجه الناس وواقعهم بألفاظ وأحكام جاهزة.

وفي الأخير فإن هذه الملاحظات أقدمها لنفسي ولأخي الأستاذ الفزازي من باب التواصي بالحق ومن باب النصيحة (فلا خير في قوم لا يتناصحون ولا يقبلون النصيحة) فهي لا تنقص من قيمته ولا من مكانته، كما لا تنقص من قيمة الجريدة التي وردت بها.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>