ذ. علي الغزيوي
تناقلت وكالات الأنباء مؤخرا نص البيان المفاجئ بفحواه المدهش بنتائجه، الذي أصدرته قيادة القوات الشيشانية المجاهدة الصامدة بشأن ظروف استشهاد بطل التحدي والصمود المرحوم برحمة الله تعالى الزعيم جوهر دوداييف.
وترجع المفاجأة ومصدر الدهشة إلى ماورد بالبيان من تحميل مسؤولية معرفة مكان الشهيد إلى شركة دولية للاتصالات عبر الاقمار الاصطناعية، لأن تحديد مكان الشهيد تمَّ أثناء مكالمة هاتفية بجهاز محمول متنقل، وذلك ما لا يتحقق الا بتقنيات دقيقة وخاصة، هيأتها شركة معينة وقدمتها هدية مأجورة بدون شك في طبق شهي لأجهزة المخابرات الروسية أدت إلى معرفة مكان الشهيد وتصويب نار الغدر اليه وتفجيره وهو آمن مطمئن. ألا يمكن أن تكون هذه الشركة امركية لدعم انتخاب العميل الأمريكي يلتسين. فهل دخلنا عهد تقديم الأقمار الاصطناعية لخدمات التجسس وبيعها لمن يريدها دون حسيب ورقيب من ضمير الاشخاص أو الأمم أو الهيئات الدولية، بدل خدمات شركات الاتصال عبر هذه الاقمار لخدمة السلام وتسهيل التواصل وكشف ألغاز الكون؟! وهل تُرى كان بإمكان أجهزة المخابرات الروسية (الضالة) أن (تهتدي) إلى مكان الزعيم الراحل جوهر دوداييف لولا المعطيات التقنية التي زودتها بها جهة مختصة وبتقنية عالية؟! وهل سينعم الناس ولا سيما الزعماء والمناضلون بعد اليوم بالطمأنينة في بيوتهم أو سياحتهم أو مقرات عملهم أو حتى في مخابئهم وقد غدت أجهزة الهاتف بما فيها الاجهزة المتنقلة أو المحمولة من الادوات التي تلازمهم في حلهم وترحالهم؟! وهل سنعود بمثل هذه الخدمات (اللإنسانية) إلى شريعة الغاب بحيث تكون الغلبة للأعنى ماديا وللأقوى تقنيّاً دون رادع أو وازع من الاعراف أو القوانين أو الاخلاق…؟! ثم هل تعتقد القوات الروسية الغاشمة أن اغتيال جوهر دوداييف سينهي المشكل ووراءه الف جوهر وجوهر؟!وعشرات الملايين المؤمنين الذين يتحدون واحدة من أكبر قوات الشر في العالم بشعار : “لاإله إلا الله محمد رسول الله” الذي يملأ قلوبهم ويبعث فيهم روح المقاومة والصمود إلى ما لا نهاية، فإما النصر وإما الاستشهاد؟ وتلك أعلى درجات الإيمان الذي لابد أن يغلب الطواغيت مصداقا لقوله تعالى {ألا إن حزب الله هم الغالبون}.