النقص في الإعلام
للإعلام أهمية في أي عمل. فهو الذي يصور النشاط الكبير صغيرا والنشاط الصغير كبيرا.
ونعني بالإعلام في العمل الطلابي “الإعلان”، لأن صدور نشرة أو مجلة للحركة الطلابية بات أمرا مألوفا. فلكل حركة طلابية مجلتها، فليس هذا هو الإعلام الذي نقصده، إنما الإعلام كما أشرت هو عبارة عن مواد للإعلان، أو ذلك الجهاز الإعلامي المتفرغ لبث إعلانات عن أي نشاط بحيث يمكن أي طالب أو أستاذ من الاطلاع عليه ومعرفة تفاصيله وهدفه. هذا على الصعيد الداخلي، أما على الصعيد الخارجي فهو إنباء المحطات الإذاعية والجرائد والمجلات بهذا النشاط والعمل على تغطيته، لأن من شأن التغطية الإعلامية الخارجية إبراز الحركة الطلابية الإسلامية ونشاطاتها المتنوعة. وبذلك تكون الحركة الطلابية الإسلامية تساهم بالعمل الدعوي مع أخواتها في مؤسسة الحركة الإسلامية خارج إطار الساحة الطلابية.
غلبة الإعلام على الدعوة
صحيح أن الإعلام يعتبر من أهم مقومات العمل الطلابي، ولكن الكثيرين من العاملين قد ينسون أن هدفه دعوي، وليس النشاط إلا أسلوبا لهذه الدعوة، فإذ بهم يعملون من أجل “النشاط” الذي ههو أداة إعلامية للدعوة، وهنا يكمن الفشل الحقيقي. فالإعلام وأقصد هنا النشاط يجب أن يواكبه دعوة لأن الحركة الطلابية الإسلامية ما هو مقصدها من خلال معرض الكتاب الإسلامي مثلا، أليس إطلاع الطلاب على الفكر الإسلامي؟ فإذا كان القصد فقط هو النشاط، فهذا عمل زائل ولا يمكن تسميته إلا مضيعة للوقت. فقد يضيع الطالب محاضرة أو ساعة درس على الأقل في سبيل معرض لا هدف من ورائه سوى إثبات الوجود، ولكن حين يكون دعويا في سبيل الله، ويهدي الله عن طريقه شابا، يحتسب ذلك عند الله ويكتب له أجرا حسنا.
البطء في اتخاذ القرارات.
يجب أن يكون للحركة الطلابية جهاز بشري للإتصال، فلجهاز الإتصال وهو أحد الأجهزة الفنية لدى الحركة الطلابية -أهمية بحيث يحدد مدى سرعة اتخاذ القرارات المهمة على الساحة الطلابية، وهي القرارات التي تحتم أخذ رأي المكتب الطلابي المركزي، مثلا : كالتعبير عن موقف سياسي.
ولكن السؤال الذي يطرح هنا، أنه في حالة تعذر الإتصال بالمكتب المركزي لظرف قاهر وكان لابد من اتخاذ قرار بشأن أمر معين، واجتمعت جميع القوى الطلابية، فكيف ستتصرف الحركة الطلابية الإسلامية عندئذ؟
من الخطأ أن نقول بأن على الحركة الطلابية الإسلامية أن تقف بدون قرار وتتخلف عن باقي القوى الطلابية أو أن تنتظر لتعود إلى مركزيتها وتصدر قرارا بعد أخذ الإذن منها، فتكون آخر من أعلن موقفا وتفقد القيادة وريادة العمل، فللحركة الطلابية الجامعية إمكانية اتخاذ قرار ينسجم مع التوجهات العامة للحركة الإسلامية، وهذا الحق مقصور على الحركة الجامعية دون الحركة الثانوية لأسباب عديدة منها ضيق العمل الثانوي أمام العمل الجامعي، والتأثير على الشارع… وغيرها..
كذلك هناك أسباب أخرى لبطء اتخاذ القرارات، منها ما يعود إلى عدم الإتصال الداخلي، فلا يلتقي الأعضاء بعضهم بعضا إلا في الإجتماع الأسبوعي، ومن هنا يأتي تعثر أي اجتماع طارئ لمواجهة ظرف طارئ.
الإنعزالية ورفض الغير؟
كثير من الإخوة يعاني من مرض الإنعزالية، وهي الإنعزال عن الناس… فتراه في الجامعة مثلا عندما ينتهي من دروسه يغادر ساحة الجامعة على الفور كي لا يختلط مع الناس ويغض بصره أو حتى لا يسمع الكلمات الآثمة..
صحيح أن هذا الطالب الملتزم بعمله هذا قد يعصم نفسه من الأخطاء، إلا أنه يثبت عن ضعف داخلي لعدم صبره على هذا، ثانيا، أنه لا يحقق الهدف الذي جند نفسه لأجله وهي الدعوة في سبيل الله، والساحة الطلابية هي إحدى ساحات الدعوة إلى الله، كما هي إحدى ثغور المسلمين التي يمكننا من خلالها أن نحارب أعداء الله بالدعوة إلى الله ورد الشبهات وما يدسونه للطلاب من سموم فكرية واعتقادية. وهناك الكثير من الإخوة يعتقدون أن العمل الطلابي الإسلامي هو عمل نخبوي، فيستبعدون المقربين والمناصرين لهم من أشراكهم في أي عمل بدعوى أنهم لا يزالون حديثي عهد في العمل الإسلامي، فلا يشركونهم في أي عمل حتى يصيبهم الفتور ويتركوا الحركة الطلابية نهائيا.
الإتكالية على الغير
إن استبعاد بعض الطلاب من العمل، وعدم الإلتزام بمبدأ الشورى داخل الحركة الطلابية الإسلامية، وعدم إشراك الهيئة العامة في العمل، هي من أهم أسباب الكسل والفتور، والإتكال على الغير في العمل الطلابي. لأن الطالب إذا وجد نفسه أنه بدون فائدة وغير فاعل في العمل الطلابي، فإنه يترك العمل ويعتمد على غيره من الناشطين، وينتج عن ذلك انقسامات في الحركة الطلابية الإسلامية : قسم يعمل أكثر من طاقته وقسم لا يعمل.
هبوط في درجات الإيمان
إن درجات الإيمان لدى المسلم هي عرضة للإرتفاع والهبوط بحسب الجو الإيماني الذي يحيطه.ويرجع السبب في ذلك إلى فقدان الإخوة، والألفة، والروح الإيمانية التي تصبغ اللقاءات والإجتماعات، ومن صور هبوط درجات الإيمان عند الطالب الملتزم :
- عقدة الخوف من أي عمل إسلامي.
- ترك إخوانه في العمل الطلابي الإسلامي وهم بحاجة إليه بدعوى حضور محاضرة أو درس، يمكنه أن يتركه دون أن يتأثر.
بقلم : نبيل حلبي.
“الأمان” ع : 17 مارس 95