وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين


>وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين<

إعداد : ن. الكرزازي

>إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون<

قال ابن كثير-رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية : ذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات، على أشرف الرسل بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الارض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان، فكمل من كل الوجوه. فهل يليق بالمسلم الصادق أن يترك القرآن ويلغي أحكامه؟ وهو الذي أحاط به الشرف من كل جانب، وهو حبل الله المتين، ونتشبث بخيوط هي أوهن وأضعف من خيط الغنكبوت، كما هي معرضة في كل وقت وحين للتغيير والتبديل.

إن المتتبع لما جرى ويجري في بعض الأوطان العربية الاسلامية من صدود وإعراض عن كتاب الله القرآن وإهمال لما فيه من أحكام هي عين الحق والعدل، وترك لشريعة الله وتعويضها بقوانين البشر الكفرة -ليُدرك مدى السقوط والضلال، والهوة السحيقة التي وقع فيها بعض >المتهوكين< ممن يسمون أنفسهم مسلمين وما هم في الحقيقة بالمسلمين لأن الاسلام لا يكتفي من المسلم بالانتساب إليه فقط قولا بلا عمل، فالاسلام رفع شأن العرب الأوائل بالعمل به إلى أن جعلهم قدوة حسنة لمن هم في زمانهم من الشعوب، ولمن جاء بعدهم من الأمم.

فجاء من بعدهم قوم من ذريتهم أضاعوه ونسوه، فلم يقيموا له وزنا، ولم يرعوا له حرمة، كما قال رب العالمين : >فَخَلَفٌ منْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أضاعوا الصَّلاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَياً< وذلك لخلو قلوبهم من نوره، وغفلتهم من أسرار تشريعه، وصاروا يأنفون من الانتساب إليه بأفعالهم وأقوالهم، وراحوا يبحثون في – قمامات – الشعوب غير المسلمة – التي ليس لها تاريخ مثل تاريخهم – يلتقطون من فضلات فتات موائدهم القذرة ما يتوهمون أنه خير لهم وأفضل مما جاءهم به الاسلام العظيم في تشريعه وإصلاحه للاوضاع البشرية، فزاد شقاؤهم، واتسع بلاؤهم وعمت الفوضى جموعهم كبارهم وصغارهم، عامتهم وخاصتهم -إلا من رحم ربك وقليل ما هم- فتهوكوا وتحيروا في أمرهم، وهذا ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم صاحبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فصاروا : لاهم بالسلمين الصادقين، ولاهم بالكافرين الجاحدين….؟؟؟

مقتطف من “المزدكية هي أصل الاشتراكية”

لعبد اللطيف بن علي السلطاني

 

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>