الجديدة: ندوة دولية حول أثر الإنسان على تطور الأوساط المتوسطية


نظمت اللجنة الوطنية للجغرافية بالمغرب بتعاون مع الجمعية المغربية لعلوم التربة ندوة دولية حول “أثر الإنسان على تطور الأوساط المتوسطية” وذلك ما بين 9 و16 أكتوبر 1994، شارك فيها عدد من الباحثين المغاربة والأجانب المهتمين بعلوم الأرض بصفة عامة وبعلوم التربة والبيئة بصفة خاصة. ومن الأهداف الأساسية لهذه الندوة :

- تبادل المعلومات والخبرات حول مناهج البحث والدراسات للمشاكل البيئية المرتبطة بالتعرية والتصحر.

- عرض لمختلف الطرق والمناهج المتبعة في قياس ودراسة التعرية من أجل فهم دقيق ومتعمق لدينامية مختلف الأوساط.

- التعاون المستقبلي بين مختلف الباحثين في ميدان البيئة.

وقد ابتدأت الندوة يوم 10/10/94 بزيارة ميدانية، أطرها بعض الأساتذة من كلية الآداب بالرباط و المحمدية، إلى منطقة عين العودة بهضاب سيدي بطاش على غابة المعمورة حيث تم الوقوف على أهم المشاكل البيئية المرتبطة بالتعرية وتدهور التربة بالمنطقة، وقد ركز المتدخلون خلال هذه الرحلة على أهمية الدور البشري في استفحال خطر التعرية من خلال أنشطته المرتبطة باجتثاث الغابات والرعي والاستغلال المكثف للتربة.

وفي يوم 11/10/ 94 قام المشاركون بزيارة ميدانية إلى سهل الغرب بين القنيطرة والعرائش ، أشرف على تسييرها أساتذة من معهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة بتعاون مع مهندسين وتقنيين من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي للغرب (ORMVA. du Gharb) تمحورت حول أهمية التجهيزات الهدروزراعية بمنطقة الغرب، والمشاكل البيئية المرتبطة بها، خاصة منها ما يتعلق بصعوبة التصريف وملوحة التربة وتلوث المياه.

وقد خصص يوم /12 /10 94  للاستماع الى عدد من العروض و المداخلات بمدينة تطوان، حيث ألقيت حوالي  26 مداخلة  من طرف عدد من الباحثين المغاربة والاجانب باللغتين الأنجليزية والفرنسية.

وقد ركز المحاضرون على عرض أهم النتائج التي توصلوا إليها في دراستهم لمشاكل البيئة المرتبطة بالتعرية وتدهور التربة، وتقديم أحدث الطرق والمناهج لدراسة التعرية وقياسها،وكذا أنجع الوسائل لمواجهتها وإعداد المجال المتوسطي.

- في يوم /13 /10 94 توجه المؤتمرون الى الجزء الغربي والاوسط من جبال الريف بين تطوان وفاس، حيث وقفوا على مختلف أوجه اختلال الأنـظمة البيئية التي تميز جبال الريف والمرتبطة أساسا بالخصائص الطبيعية للمنطقة وكذا بالنشاط البشري غير المتوازن والمتمثل أساسا في الإستغلال المكثف للموارد المتاحة.

- يوم 14/10/94 خصص لزيارة الاقاليم الشرقية مابين مدينتي جرسيف والعيون حيث استعرض أحد الأساتذة أهم المشاكل البيئية التي تعاني منها المنطقة خاصة مايتعلق بنقص الموارد المائية والتصحر وزحف الرمال على المناطق الزراعية والمنشآت السكنية.

في اليوم الأخير 15/10/94 وبجبال الأطلس (مابين فاس وميدلت) قام بعض الأساتذة بعرض لمختلف أوجه تدخل الانسان في الأنظمة البيئية وعمله الدؤوب على الإخلال بتوازنها ومن تم التحولات السلبية التي شهدتها المنطقة المتمثلة أساسا في تدهور الغطاء النباتي والتربة.

وقد اختتمت الندوة بمدينة ميدلت يوم السبت 15/10/94 مساء بتقييم عام لأشغال الندوة، حيث اتفق المتدخلون على أن الندوة حققت أهم الأهداف المتوخاة منها، حيث كانت فرصة لعرض مختلف المشاكل البيئية التي تعرفها بعض المناطق المغربية والمرتبطة خصوصا بالتعرية والتصحر وتدهور الغطاء النباتي، ومناسبة هامة لتبادل الخبرات والمعلومات ومناهج البحث بين مختلف الباحثين في أوساط متنوعة. كما أكد عدد من المتدخلين على ضرورة نقل المقترحات إلى الواقع لإعداد المجال ومواجهة المشاكل البيئية التي تطرحها التعرية والتصحر وتدهور الموارد الطبيعية قبل فوات الأوان.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>