أرسل إلينا أحد القراء بنسخة من القرار الوزاري المتعلق بكيفية التعامل مع الاخبار ذات الطابع الأمني، الذي أصدرته وزارة الداخلية والجماعات المحلية بالجزائر، بتاريخ 7يونيو 1994 باللغة الفرنسية.
ولقد أشارت عدة إذاعات إلى هذا القرارالذي أوقفت بموجبه عدة صحف جزائرية، في الأيام الأخيرة، لمدة يوم أوستة أشهر، كما ذكرت بعض الإذاعات أن إحدى الصحف البريطانية نشرته كاملا.
وليس في المرسوم شيء يثير الإستغراب بالنسبة لبلد يعيش فترة استثنائية حرجة مصنوعة يطبعها التشدد ازاء حرية التعبير، ولكن الغريب ماتضمنته توصيات القرار من تحامل على المعارضة الى درجة الاختلاق والافتراء والتشويه للسمعة بتهم ملفقة.
ويظهر أن المرسوم -إن كان صحيحا- يمثل الخط المتشدد في النظام الجزائري، الذي لا يعرف حدوداً أخلاقية في مقاومته لتيار العنف المتصاعد.
وإذا كان الخط المتشدد يراهن على الخيار الأمني ولو أدى إلى الانتحار، فإن المرسوم -ان كان صحيحا في صيغته العنيفة- يوحي بنوع من الانهزام النفسي المشعر بالعجز عن متابعة الحوار الجاد في أجواء يسودها النقاء والصفاء، والثقة بحسن النوايا، وجدية الحل البعيد عن الضغوط الخارجية، والمصالح الآنية الضيقة.
وهذه هي التوصيات :
1- المصطلحات :
ستضع خلية الاتصال مجموعة من المصطلحات الملائمة رهن إشارة وسائل الإعلام.
ويوصى باستعمال مفاهيمها لتجنب اللجوء لا شعوريا إلى مصطلحات مؤيدة لايديولوجية الخصم ودعايته.
2- حماية الأشخاص :
ينبغي تجنب نشر صور الشخصيات غير العامة المعروفة بعدائها للاديولوجية الأصولية ولاستعمال العنف لأغراض سياسية
3- أهمية الخبر
- ذكر الخبر بشكل منتظم في الصفحات الداخلية، إلا في حالات استثنائية
- في حالة الإشارة إلى الخبر في الصفحة الأولى، بسبب أهمية الحدث أو جدته، ينبغي أن يتم ذلك في مساحة صغيرة.
- تهميش الأثر النفسي للعمل الإرهابي والتخريبي والتخفيف من أهميته والحفاظ على معنويات الشعب.
- إن القائمين على الإرهاب ينبغي أن (يعلموا) أنهم لن يصلوا أبدا إلى هدفهم المتمثل في تشكيل مناخ نفسي يؤدي إلى شل نشاط بعض القطاعات، وإثارة ردود فعل جماعية تضغط على السلطة لدفعها إلى المساومة أوارتكاب أخطاء فادحة.
4- محاربة إديولوجية الخصم ودعايته.
- تجنب نشر صور قادة أعمال العنف، ووصفهم بألقاب ونعوت غير لائقة.
- ترويج الفظائع المرتكبة من طرف (الحكومات) الإسلامية في إيران والسودان وأفغانستان.
- إبراز الخدعة والاحتيال لدى هؤلاء الذين، باسم الدين وتطهير المجتمع، يتعاطون في الواقع لممارسات إجرامية :
* استعمال المخدرات من طرف منفذي الأعمال الإرهابية.
* اللجوء إلى مجرمين سابقين وقطاع طرق لاستخدامهم كقتلة مأجورين.
* إرغام الشبان الذين لا تتوفر لهم حماية على الخدمة في صفوفهم، وممارسة الإكراه لجعل (انسحابهم) تراجعهم مستحيلا
* ممارسات جبانة لسياسيين يرسلون إلى الموت شبانا سذجاً…
* إلخ…..
5- ردع المرشحين المتطوعين أو المكرهين للتجنيد. بإبراز :
- أن أي عمل إجرامي لا يبقى دون عقاب، وأنه ليس له في نهاية المطاف من نتيجة سوى السجن أو الموت.
- فعالية قوات الأمن التي، وإن كانت لا تتوصل إلى اتقاء جميع الجرائم، فإنها تتوصل دائما إلى العثور على الجناة.
-خسائر الخصم.
- وشاية وجبن أولئك الذين يتم اعتقالهم.
- فداحة العقوبات التي تصدرها المحاكم الخاصة.
- رفض الرأي العام للجوء إلى العنف لأغراض سياسية.
-زوال تعاطف المواطنين مع الأفكار البراقة لبعض الناس حينما يتجه هؤلاء إلى ممارسة الإرهاب.
6- إثارة ردود فعل ترفض الإرهاب بإبراز الطابع غير الإنساني للممارسات الهمجية للإرهابيين :
- الذبح.
-الاعتداء على سيارات الإسعاف.
- قتل الأطفال والتسبب في إصابتهم بعاهات.
- اغتيال أقارب رجال الأمن أو بحضور أطفال حتى ولو كانوا قاصرين.
-…..إلخ.
7- التأكيد على التواطؤ مع الأجنبي
- المساندة المالية واللوجتيسكية….. من طرف إيران والسودان…..
- تكوين الأفغان.
- الدعوة إلى مقاطعة الجزائر والإضرار بمصالحها الاقتصادية الحيوية.
- الاتصال مع القوى الأجنبية للحصول على دعمها في مقابل وعود أو التزامات بخدمة مصالح تلك القوى في الجزائر.
- مساومات سرية مع أعداء الجزائر.
-…..إلخ.
8- تنمية ردود الفعل الجماعية للدفاع عن النفس.
- إدخال رفض الإرهاب في رد الفعل الجماعي بترديد شعار : “لن ينتصر الإرهاب”.
- الحيلولة دون الآثار المتوقعة -من القائمين على الإرهاب- في الشعب أو فئات من الشعب :
* بإبراز ردود الفعل الإيجابية لدى أسر وأقارب الضحايا.
* لدعم مشاركة المواطنين في محاربة الإرهاب.
* بتوضيح أن الإرهاب الذي ينخر العديد من الأنظمة الديموقراطية منذ سنين طويلة لم يغير شيئا في الواقع (إيطاليا، إسبانيا، بريطانيا، فرنسا…).
- بالكشف للرأي العام أن العنف ظاهرة متفشية في الدول الحديثة تؤدي كل عام إلى سقوط ألاف القتلى (حوالي ألف ضحية للعنف خلال النصف الأول من سنة 1993 في مدينة واشنطن وحدها بالولايات المتحدة)
- إفهام المدبرين للإرهاب أن جرائمهم لن تغير شيئا في المسار الطبيعي لمجتمعنا والأداء العادي لمؤسساتنا.
9- تنمية الأفكار الدينية التي تدين الإجرام.
- إن الارهاب في الجزائر يقتل باسم الدين وبالاعتماد على فتاوى، الشيء الذي يمثل جريمة مزدوجة : ضد الفرد البشري وضد الإسلام.
- تنظيم مقابلات وموائد مستديرة بهذا الصدد مع رجال الدين والمفكرين.
- ترويج المواقف الإيجابية لسلطات دينية وطنية وأجنبية.
———————-
*Hصل المرسوم باللغة الفرنسية، والمحجة قامت بعملية التعريب