نبأ الإعصار الأخير..!
>إن الانسان العربي خلال حرب ما، قد يخسر المعركة. ويُجبر فيها على توقيع ما لا يرضاه.. أما أن يوقع الفارس وهو يمتطي جواده، ويشهر سيفه، فهو قد تحول إلى مجرد دمية فوق حصان..!< (الدكتور يوسف القرضاوي).
.. خولة إعصار تربى في ذاكرتي.. حلما يمتد نحو أفق الشهادة.. سائرة تجاه المدائن المكسورة.. المقبورة تحت أسوار الصليب..
..تنادي بردة >عمر الفاروق< وقد تبللت بدموع صبية تألقوا العاصفة الهوجاء في دياجي المحنة..!
.. خولة تأتي الأرض المقدسة مخضبة بالحناء.. تحمل على كتفيها خمائل تابوت، ينبوع دماء..و..
وتجر خلفها أهذاب عزاء في ليلة زفاف الموجة الصاخبة! ترتل سورة >الانبياء< سورة >النصر< تتبتل وتتهجد في محراب مريم.. سلام عليك >مريم<!
خولة هي تلك كما أنجبها التاريخ في خمار أبيض.. عروس عذراء، تتجلى طيفا جميلا عند انبلاج فجر الهجرة هي كذلك رسالة أزلية، خطت بأنداء زمن أخضر! وملائكية تهفو ترنيمة الغرباء :
طوبى للغرباء!!
طوبى للغرباء!!
طو..بى!
وتجيء خولة الليلة تحمل مفاتيح >بيت المقدس< وليس ثمة سوى >سجان المقدس!< وأشقاء >يهود خيبر<.. تلوح الغضب رمادا في أعينهم، جمارا إلى حدود يثرب<..وإلى ما بعد المحيط..!
.. تمزق ألسنة الجرائد الدنيئة.. وترفض سماع انشودة فيروز الراقصة على حبل المذياع الراقطَ ترفضهم جميعاً.. إنهم باعوا كل شيء.. باعوا الدين..باعوا الشعب.. باعوا الأرض ثم جاؤوا بدم كذب.. !
ولم يبق إلا >سجان المقدس<، >بائع المقدس<.. وترتل خولة سورة >الفجر< ممتشقة سيف الفتح.
الحسن المريني
ليلة الاتفاق المزعوم شتنبر 1993