من المدرسة يبدأ التقدم ومنها ينشأ الإنهيار
المغرب من البلدان المتخلفة التي لم تعتن العناية المناسبة بتعليمها ولا بمدرستها..
والمغرب كان من المفروض ألا يصنف تعليميا من البلاد المتخلفة لأنه بلد القرويين وابن يوسف والمراكز العلمية والتعليمية والثقافية المنتشرة في المدن والقرى وفي الجبال والسهول والصحاري. ولا تخلو قرية أو دوار من كتاب قرآني ومسجد للصلاة والتعليم والوعظ والتوجيه. ولكنه دشن إصلاحه التعليمي بالقضاء على تعليمه الاصيل والاصلي اي على المدرسة المغربية الإسلامية، ففككت القرويين إلى ابتدائية وثانوية سرعان ما أصبحتا شبه “عصريتين” وإلى جامعة تضم كليات ثلاث : الشريعة بفاس وأصول الدين بتطوان واللغة العربية بمراكش لكن كل ذلك في مناهج محنطة وبرامج مشبوهة.
أما التعليم العام فاضطرب أمره منذ نشأته بين عدة مناهج واختيارات، كان من أهمها “اللغة” حيث ظل الصراع بين العربية والفرنسية محتداً وطويلا ينتهي دائما بانهزام التعليم وخرابه وسوء مردوديته سواء بالتعريب أو بالفرنسة للإضطراب الحاصل في حسم الإختيار..
ومهما يكن من شيء فإن الجميع متفق على أن التعليم المغربي تعليم ضعيف وأن أنظمته ومناهجه وإدارته مضطربة ميتة تفضي دائما إلى الخيبات والكوارث العامة التي تستوجب عند الأمم الحية إعلان حالة الطوارئ.
وما أظن أن هذه المعضلة الوطنية تحل بسهولة لغياب الإرادة المصممة على الحل الذي لن يكون إلا على أسس علمية أولا وعلى يد قيادة منبثقة من هذا الشعب تحمل همومه وتؤمن إيمانا شاملا بدينه وبحضارته وتكون هذه القيادة في مستوى القرن الواحد والعشرين والشرط المهم توفير عنصر الحماس العام الذي يحمل على التضحية والجهاد المتواصل والإحتساب…