وا لغتاه!…
نظم إدريس بن الحسن العلمي
لَكِ الله يـا لُغَتي مِـــــنْ بَنِيكِ أعــــــــانوا عليـك جميعَ العِدَى
فَفي كُــــــلِّ وقـتٍ بَدَا نَاطِحٌ أََََحَدّوا القــــــــرونَ ومــدّوااليَدَا
وأجْرَوْا مخالبَهم في العيــون عـلـى كلِّ عُضْوٍ قَضَوا بالرَّدَى
ولــمْ تُبْقِ أنْياَبُهم ســـــــــالماً مــن اللحــــم والعظم شيئا بــدا
وُصـِمْتِ بِفقْرٍ فجــــاء الغِنَى جـواهـــــرَ تُهْدى ولـكـن سُدَى
عليـها ببحرك غـــاص الخبير فـقـالـوا عـــن النهج قـــدْ بَعُدا
ويــا ويْحَ للنهج مِنْ جَوْرِهِم فقد جـــــاوزوا فيه كـــلَّ مَدى
فـمَرفـوعُه اليــــومَ منخفض إذِ الفتحُ فيـه سـكـــوناً غـــَدا
وقـد حرَّكـوا منــه سـاكـنـه ويعْتَلُّ مـنــه الصـحـيـح غــــــدا
وكمْ من جموع مـن المفـرد تــعـرَّتْ وتستنكـــر المـفـردا
لقد جرَّبوا كلَّ لحن جــديد وعــــادَوْافصيحه كــــلَّ العَــــدَا
إذا ما >تجارِبُهم< أصبحتْ >تجــــارُبَ< لاتبْتغِ الســـــددا
>بتجرُبَةٍ< وب>تـكــلُفَة< ومـثـلـهـمـا قـولُـهــم جـــــدّدا
فــلا تعجَبَنَّ لِمـــا تسْمَعَنْ فـمثـل اللـبــاس الجديدَ ارتَدى
له >موضة< ثم تأتي عليها فتنسخــــها>مـــــوضة< تُبْتَدَا
فـفـي كـــل يـوم لهم سطوةٌ يـفـــوز بـهـا مَـنْ بغَى واعتدى
قضيتُ حـيـاتي أعـالــج رأباً وفـقــرا وإصــلاحَ مـــا أُفْسدا
ولـكــنَّ مِعْوَلَهم قــــــــاهـــــر يُقَوِّضُ مـــــا مُصْلِحُ ُ ســــدّدا
ولم أجْنِ من حسرتي مغْنَماً سِـــوى علَّةٍ تـقـتـضي السََّهَدا
ومـــا هــي إلاّ جنـاية جهلي فـقـد ضــَلَّتِ الهمَّةُ المقـصِـدا
فأنــَّى الصــفــــاءُ لســاقيــة إذا عينُها أصْبحتْ مِرْبَدا (1)
وهل كانت العين يوما سوى ديــانتنا داؤهـا شرُّ دا (2)
فـلـن تستقيمَ لـنـــا لُـــغــــةٌ بـغيــرِ استـقـامـتـنـــــا أبـــــدا
أيا مَنْ يجيبُ الذي قـد دعـا أيــــا ربُّ أدعــوك أن تُرْشِدا
بجـاه النبيّ البـليـغ الشـفـيـع إذا مـــا الحســاب غـــداً ابتَدا
ومـن هـو في الارض سميتَه محمدنــــا والسَّما أحـمـــــــدا
عليـه صــــلاتُك ثــم السـلام مـــع الآل والصحب نور الهدى
يدومان مادمت ياالله رب الــــــــــــــــــــورى الارحـمَ الاكــرمَ الامجدا
(1) المربد : مكان ربط البهائم في اسواق البادية عند العرب قديما.
(2) دا : داء حذفت الهمزة للقافية كما تقتضي ضرورة الشعر.