انتهت المسرحية…
وثبتت الوحدة اليمنية
سكتت المدافع باليمن السعيد، واندحر الإنفصاليون، الذين أرادوا تمزيقَ اليمن بالقُوَّةِ، شَرَّ انْدِحَارٍ. وكان ثمنُ تَرْسِيخِ الوحدة باهضاً، وَلَكِنَّ تكاليفَ الوحدة مهما ارتفعَتْ أَهْوَنُ شَأْناً على المدى القريب والبعيد من تكاليف الإنفصال المَصْنُوعِ، الذي -لو نَجَحَ لاَ قَدَّرَ الله تعالى- فَسَيَبْقَى مَصْدَرَ اسْتِنْزَافٍ دَائِمٍ، فالذين خَطَّطُوا لَهُ، أَرَادُوا مِنْهُ إِيجَادَ بُؤْرَةِ تَوَتُّرٍ وَإِفْسَادٍ في المنطقة، لتحقيق مصالحهم بصفة مستمرة، ولكن اللَّهَ سَلََّم بفضل العَزْمَةِ الصادقة للعَامِلين بإِخْلاَصٍ لِلْوَحْدَةِ العَرَبِيَّةِ والإسلامية.
وإذا كانت مهزَلَةُ الإنفصال انتهتْ فإنها لاَ تَخْلُو من دروسٍ وعِبَرٍ، من ذلك :
1) أَنَّ مَنْ خَافَ الله تعالى، كان الله معه، وخَوَّفَ منه كُلَّ مُعْتَدٍ أثيم، وماكرٍ خبيث. فلقد انطَلَقَتْ التخويفَاتُ المَحليَّةُ والعالميةُ منذ ابتداءِ الحرب، وكانت التحريضاتُ سافرةً لِتَدْوِيلِ الأزمة حتى من الأقربين، ولكن كلََّ ذلك تَهَاوى أمَامَ صُمُودِ المجاهدين وضَرَبَاتِ جُنُودِ الله >وإن جُنْدَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ< -سورة الصافات-.
2) إن مُمَارَسَة تَغْيِيرِ المُنْكَرِ في أَدْنَى مَرَاتِبِهِ كان كَافِيّاً لِتَجْنِيبِ اليَمَنِ الخَسَائِرَ الفادحةَ، فلو قَاطَعَت البِلاَدُ العَرَبِيَّةُ الإنفصاليينَ، وسَدّت الأبوابَ في وُجُوهِهِمْ لَخَنَسُوا، وَرَضُوا بالشرعية، ونتائج الإستفتاءاتِ الديمقراطيةِ. ولكن الأَهْوَاءَ تَجُرُّ الشعوب إلى الْكَوَارِثِ والمَصَائِب.ِ
3) أنَّ مَنْ أَهان نَفْسَهُ أهَانَهُ الله تعالى >وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ<سورة الحج.
4) أن الجامعة العربية لم يَعُدْ لِوُجُودِها مُبَرِّرٌ، فقد فقدتْ دورها بانحيازها، وعدم جِدِّيَّةِ أعْضَائِها في العمل للوحدة وعلاجِ المشاكل بنَزَاهَةٍ وَمِصْدَاقِية.
5) إن زَمَنَ الإعتبار بالنكَباتِ المُتَوَالية علَى الخَليجِ وما حَوْلَهُ، ما زَال بَعيداً.
6) إن صَوْتَ المَصَالِحِ الآنية أعْلَى مِنْ صَوْتِ المبادئ محليا وعالميا، فكبارُ المنطقة نَفَخُوا في الثَّارِ، وَكِبَارُ العَالَمِ تَجَاهَلُوا، وَصَبُّوا الماءَ تَمَاطُلاً وَتَبَرُّّماً.
7) انعدامُ الأَدْوَارِ الشعبية في المنطقة العربية، إذ سُمِعت بعضُ الأصواتِ الحكومية، وكُبِتَتْ الأصواتُ الشعبية.
8) تَهَاوي الأطروحة الإنفصالية يُؤذِنُ بِقُرْبِ بُزُوغِ فجر الوحدات العربية والإسلامية، وأُفُولِ عصر الزعامات العنترية التي أغرقتِ الأمَّةَ في بُحُورِ مِنَ الدِّّّّّّّمَاءِ، والكذب، والتآمر، والصِّّّّّرَاعِ، خلاَلَ عُقُودٍ طَوَيلَةٍ. >وَعَسَى أنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ< -سورة البقرة-