“تهنئة” في زمنٌ “الغثائية”..!
> اسماعيل هاشمي
… وتمر الأيام تلو الأيام… ويُفَنِّدُ “إلهامُ يوسف” ماقَالَهُ “الملأ” للعزيز : (أضغاث أحلام)..! وهاهي ذي الدَّوْلَةُ العجفَاءُ (اسرائيل!) منتصبةٌ فوق ذلك الركام الحطام.. وهاهم أولاء “الإخوة العصبة” يتناثرون أوراقاً بالية من شجرة “الخلد” التي لم تخضر أبد الدهر، رغم الاوهام! وانظر إليهم دونما عناء يدخلون جهارا “الاجحار/المعابد” يستغفرون معبودهم بالاسحار آناء الليل وأطراف النهار!..
فيا أيها “الهرتزلي” المهووس عم صباحاً! فهذا يَوْمُكَ الضّبابيُّ “قد أطل!.. وأنت أيها المستسلم الشجاع!” طَابَ لَيْلُكَ ولَذَّ حُلمك! فإنك خيراً فعلت وودِّدْها في المنام يَسْمَعْهَا الشعب “المنسِيُّ” :(عَدَلْتَ فَنِمْتَ)! وأيُّ “عدل” أسمى من هذا الاعتراف؟! وأَيُّ جهادٍ للنفس أعْظَمُ وأفضَلُ من (كلمة عدل) تَتَفَوَّهُ بها عند شعبٍ طامعٍ لا يَعْرِفُ “الحقَّ” في قَامُوسِ “العصر”؟!.. وهَاأَنتُمْ أولاء تَقِفُونَ بكل شجاعةٍ وثباتٍ تُرْشِدُونَهُ بِمَا عَلَّمَكُمْ الاسْتِكْبَارُ/ الإِلَهُ!!! من فقهٍ بأُمُورِ السياسة والدِّينِ! وتُذَكِّرُونَهُ بما جرَى في عُرْفِهِ وعَادَاتِهِ مِنْ أَنَّ (مَن أَكَلَ نَصِيبَهُ فَلْيُغْمِضْ عَيْنَيْهِ!).
وأَنْتَ أيها الشعبُ المغلوبُ على أمره!، لو سَاءَلْتَ التَّارِيخَ لَقَالَ لَكَ ب”جُرْأَةِ العصر!” إِنَّكَ عِشْتَ في الأرض مايَكْفِي!. ونعِمْتَ بِخَيْرَاتِهَا ماشاء الله لكَ! فَدَعْ فُرْصَةً لأَبْنَاءِ عُمُومَتِكَ!!! و(تِلكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)..
فلاَ تَأَسَ عَلَيهِمْ فَ(ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِن العِلْمِ)!..
ومعذرةً أيُّها الشعب “الذَّبِيحُ”.. ف”الحَقُّ” مُرٌّ!!!، ولْتَقْبلَهُ ولَوْ على مَضَضٍ!.. ويَجِبُ .. أن .. تَعْتَرِفَ..! .. وسَقَطَ رُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ “الثَّالُوثِ اللاَّئِيِّ!”. وانسابَتْ أُولى العَيرات تَبْكي أمجاد الماضي المفْقُود.. ورَدَّ المغتصب إلى أَصْلِ “الجُودِ والكَرَمِ”..!
.. ومضتْ سنواتٌ وأعوامٌ.. وحدثَ مالَمْ يكُن في الحُسْبانِ..!.. لقد ظهَرَتْ برَاءَةُ “المظْلُومِ!!” رَغْمَ أن ظُلْمَهُ واضحاً للْعِيَانِ.. !!! فَمَتَى كَانَتْ غَابَةُ الذئابِ وَاحَةَ أَمَانٍ..؟!
.. وتزدادُ سياسَة “التَّضْبِيعِ!” و”التَّبْغِيل!”تَوَغُّلاً واسْتِفْحَالاً فِى جِسْمِك المنْخُورِ وعَقْلِكَ المَخْمُورِ يَاأُمَّةَ “الوَهَنِ” في زَمَنٍ غَطَّ بالفِتَنِ وَلَجَّ بالمحَنِ!..
فبعْدَ أخذٍ وردٍّ قُبِل العرضُ وبيعت الأرضُ بثمن بخسٍ : أشبارٍ معدودة ولُقَيْماتٍ مَلْغُومَةٍ!!
وانضاف إليَّ كمَدٌ على كَمَدٍ..!.. وسقط الركنُ الثاني.. فالثالثُ.. لِمَنْ ذلك الثالوثُ “المشؤوم!”، وتحطَّمَ السُّورُ “العظيم” الذِي طالما شَيَّدَهُ كَلاَمُ الرُّمُوز “الكارطونية!” وهُتَافُ “الكوادِرِ البلاستيكية!” وتهاوتْ “أعْجَازُ النخلِ الخاوِية!” في وَادٍ سَحِيقٍ لاتَلْوِي على شيء… وانتهَتْ قِصَّةُ “جُحْرِ الضَّبِّ”، وظهر يَاأُمَّتِي أَنَّكِ دُبٌّ خَدَعَهُ “الخِبُّ”!
لَكَأني بكِ أيتها “الرائدةُ الشَّاهِدَةُ” طَرِيحَةُ الفِراش، في حَالةِ احْتِضَارٍ تَسْتَجْدِين وتَسْتَغِيثِينَ، ولكن هيهات هيهات! (ولات حين مناص)!.. فقد بكاكِ الدهرُ العَصِيبُ، ورثتْكِ أَطْلاَلُ المجْدِ الكئِيبِ! لَمَّا صِرْتِ أَسِيرَةَ الغَرِيبِ لاحولَ لَكَ مِنْهُ ولاقَوَّةَ لَكِ عَلَيْه سوى سَمْعٍ وَطَاعَةٍ!
ولَكَمْ هَالَنِي حَالُكِ البَئِيسُ وأنتِ أَشْلاَءُ مُتَنَائِرَةُ.. هُنَا وهُناكَ.. وَشِيَعٌ مُتَشَرْذِمَةُ.. لاَ أَحَدَ يَرْضَى عَنْ هَذَا أوْ ذَاكَ.. وصِرْتِ حَقّاً “قَصْعَةً” تدَاعَتْ عليها الأَكَلَةُ/الأُمَمُ من كلِّ حَدَبِ وصَوْبٍ.. للنَّيْلِ مِنْهَا والظَّفَرِ بِخَيْراتِهَا.. الكثيرة.. ألا فَلْتَهْنَئِي يَا(إسرائيلُ)! ولاخوفَ عليكِ ولاأنتِ تَحْزَنِينَ!!..
هنِيئاً !! ولو بِمَرَارَةٍ، فَسِلاَحُ “الأُمَّةِ” التنديدُ والتهديدُ، والوعْدُ والوعيدُ!! وفوقَ ذَلِكِ “لاَتَزِيدَ!” وأَمَّا الوَحْدَةُ فَحُلْمٌ بَعِيدٌ… بَعِيدٌ!
واعْذُرِيها فإنها ماتعلَّمتْ شيئاً من مَرْجِعِيَّتِهَا “الأَصيلة” غَيْرَ “نُتَفٍ!” و”عريشات!” تواكب العَصْرَ “الجديد” وتفهمُها كَما تُريدُ.. من مثل (ليس القويُّ بالصُّرعَةِ ولكنَّ القويَّ من يملكُ نَفْسَهُ عند الغَضَبِ).. وهذِه الأمة هي “أقَوَى” الأمم! على وجْهِ البَسِيطَةِ لأنَّهَا (الوحيدة!) التي تملكُ نفسها عِنْدَ الغَضَبِ والشَّاهِدُ مِئاَتُ بل آلافُ المجَازِرِ والمذَابِحِ والمَشَانِقِ والحَرَائِقِ.. ولاأَمَّةَ غَيرها “الضحية” ولاأمَّةَ دُونَها قَوِيَّة!!..
فافْعَلِي ماشئتِ ياحفيدَةَ خَيْبَرٍ والنَّظِيرِ مادَامَتْ (خَيْرُ أمةٍ أُخْرِجَتْ للناس) قَوِيَّةً! “مُتَحَكَّمَةً في الأعْصَابِ ضابطَةً للنفس، ومادامت “الأمةُ الوسَطُ” تَسِيرُ في الوَسَطِ بَيْنَكِ عَزِيزَتِي (إِسْرَائِيل!) وبَيْنَ أَمِرِيكَا والأَذْنَابِ، ولايَضِيرُهَا أن تَرَى أبناءهَا يُسَامُون سُوءَ العَذَابِ.. ونساءَهَا عُرْضَةً للِسَّبيْ والإغْتِصَابِ.. ورِجَالَهَا ضحايَا الصّلبِ والإبْعَادِ، وشُيُو خَهَا مَحَطَّ تَجْرِيبِ لأَبْشَعِ صُوَرِ التنكيل والاعْتِقَالِ..! فذلك كُلُّهُ لايُحَرِّكُ فيها سَاكِناً، ولايَنالُ من “قُوتها” قيدَ أُنْمُلَةٍ..! بَلْ إِنَّ الذي يَضِيرها يا”بَطَلَةً مِنْ سَعَفٍ!” أنْ تَرَى طائفةً من أهل “التّخَلُّف” و”التَّزَمُّتِ” و”التَّطرُّف” يُؤْذُونَ “شعب الله المختار”! وهي قَد تَعَلَّمَتْ أنَّ اليهودَ كالنَّصَارَى (أَبْنَاءُ اللهِ وأحِبَّاؤُهُ)… وفَقِهَتْ قوله عزوجل (من عَادَى لِي وَلِيّاً فقد آذنْتُهُ بالحَرْبِ)! فَمَا تُرِيدُ مِن “الطُّغْمَةِ” غَيْرَما فَعَلَتْ؟! ومن يُمْكِنُهُ أن يَجْرُؤَ على مُحارَبَةِ “الإِلَهِ” إلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ، أَوْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ!..
هكذا -أَعَزَّكُمْ اللهُ- أَخَذَت “النُّخْبَة” من أمَّتِي “الدِّينَ” من “المدارس الدينيَّةِ!” وهَكَذَا تَشَرَّبَتْ تعاليمَهُ منذ الصِّغَرِ!.. بل هَكَذَا “دَرَسَتْهُ” (بترقيق الراء)! فأحَالَتْهُ حُطَاماً “وهَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ الإِلْحَادِيَّةِ!” فاخْتَلَطَ الحَابِلُ بالنَّابِلِ.. وأُشْكِلَ الأمْرُ عَلَى أطبَّاءِ “التَّمْييزِ!” وبَاحِثِي “الحَالِ!” من علماءِ الجاهِ والسلطان! و”مُفْتِي الحَيْضِ والنِّفَاسِ”! فاجْتهَدُوا،، وهم واثِقُونَ من أنهم “مغالطون” ابتداء، ثِقَتَهُمْ بأن لَهُم أجر “المُجْتَهِدِ!” المخطئ..! ومعذرةً إذا مانحن قلنا نيابةً عنهم.. “الاجتهادُ حتى مَعَ وُرُودِ النص” بدليلٍ قاطِعٍ وهُو أن الوَاقِعَ لاَيَرْتَفِعُ أو “المعاصرة” غالباً “تَنْسَخُ” الصَّرِيحَ من النَّصِّ وتحجُبُ نورَهُ الساطع! وأنَّ بَابَ الاجتهادِ مفتوحٌ على “المَصَارِعِ!” ولْيَدْخُلْهُ حتى حَفَظَةُ “التّوراةِ المفزَيَّفَة”! والأناجيل المحرفة!” .. ولِمَ لاالسِّياحَةُ حتى في هذا الجانب بل ولِمَ لاَسِيَاسَةُ “التَّذَلُّلِ” و”الانْفِتَاحِ” ولوْمَع إخْوةِ القِرَدَةِ والخنازِيرِ! وأَرجُوكُم -إخوتي الافاضل- اكتُمُوا السِّرَّ واسْتُرُوا التعبيرَ حتى لاأُحَاكَم من منطلَق (ولاتَنَابَزُوا بالأَلْقَابِ) فيكونَ الجَزَاءُ (ويلٌ لكلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ).. والويلُ -أجارنا اللهُ جميعاً منه سادتي الفضلاء- في قامُوسِهِم -مع اختلافِ الآراء- يعني : بيتٌ مظلمٌ! اجتمعت فيه كل عقول الظلم والظلام لطمس معالم أي نور او سلام تَظَلُّ تُخَطِّطُ فِيهِ وثَبِيتُ تَكِيدُ مِن أجل استعبادِ العبِيد وتأليه كُلِّ جَبَانٍ وعِرْبِيدٍ!.. ولأنهُ يَعْتَمِدُ القَهرَ والجَبْر، والاخضاعَ والتركيعَ..! فإنَّ فِيهِ من القوة (مالا عينٌ رأتْ ولا أذْنٌ سمعتْ ولاخطرَ على قلب ((مُسْتَضْعَفٍ!))) أسْلحةٌ مدمِّرة.. وَأَوَادِمُ كأنها (حُمُرٌ مستنفرةٌ فرَّتْ من قَسْوَرَةٍ)!.. وقيل إن “الويْلَ” وادٍ مَنْبَعُهُ “الوَيْلاَتُ المُتَّحِدَة!” والمَصَبُّ حيثُ تُنكَر “ألوهيةُ” أو “رُبُوبِيَّةُ” إِمرِيكَا، أو يُشَكَّكُ في “رسالة” الامَمِ المتَّحِدَةِ (على الشر والبلاء)! وعليه فإن منْحَى ذلك الوادي غيرُ قَارٍّ ولا مُحَدَّدٍ، حتى لا يأمن مَكْرَ (الإله!) أحدٌ، . فحذَارِ حذار ايُّها المُسْتَضعَف المضطهَدُ! واستعِذْ ب(الإله!) من “رؤوس الشياطين!”.. ومن أي (وسواس خناس) يحدث في نفسك رِدَّةً عن هذا (الدين!) واستغفر وتُبْ كما فعلتْ “أمة الشهادة” فَبِهَا فَاقْتَدِهْ! فإنها اخذتْ أمرَ دينها عن صاحبة القولِ المسموع.. والصَّوْتِ الهَلُوعِ : (اسرائيل) الرَّاهبة!! وإنها تابتْ بعد كبيرةٍ “لِلاَءاتِ الثَّلاثِ “كَبِيرَةِ” الخُرْطُوم! فَتَبّاً للخُرْطُوم! وتعْسا “لأُمِّ الخُرْطُومِ!”..
ألاَ وإن التوبةَ النصُوحَ هي التي تُبْتَدَأُ بإعلان الولاءِ المطلق والتسليم التام لأمريكا فهي الملاذُ وإليها المعَادُ في كل صغيرة وكبيرة وفي حل “القضايا العالقة” وخَلْقِ كلِّ بصِيص أَمَلٍ وبَارقة..! وتُرْدَفُ بنَدمٍ شديد على مافات واقلاعٍ تامٍّ عن الزَّلَلِ والذَّنْب بشهادةٍ عَالَمِيَّةٍ! ومُبَارَكة “بَهْرَجَاتية” ممن يَصُكُّونَ “صُكُوك التَّدْليس!” ويُبَرِّئُونَ ابليسَ من كل تَبْليسٍ وينزِّهُونَ (النفس الأمارةَ بالسوء) عن كل عَمَلٍ خَسِيسٍ!.. وأخيراً فإن التوبةَ لا تَتِمُّ إلا بالتَّوْقيع على “التَّضْبِيع!”، ويُسْتَحَبُّ أن يَتِمَّ في نفس الحديقة وعلى نفس الطاوُلةِ!! بَلْ أحْيَاناً يكونُ واجباً لامْتِحَانِ “إيمَانِ التائب!” أَيُجَاهِدُ نَفْسَهُ أَمْ يَرْتَدُّ!!..
وبعد قَبُولِ التَّوبَةِ مبدئيّاً، فإنه لابُدَّ للتَّائِب “أن يمُرَّ بسِلسةٍ من الابتلاءاتِ.. والابتلاءات! وهاهي ذي (إسرائيل!) تُجَرِّبُنَا اليوم تِلْوَ الاخر، ومانَكَادُ نَنْسَى “مَجْزَرَةً” أو “مأسَاةً” حتى تُذَكِّرَنَا، والذِّكْرَى تنفَعُ المومنين، لكنَّهَا لا تنفعُ الجُبَنَاءَ!..تذكِّرُنَا بأَنَّا “خُوَاءٌ!” وبأنَّا “غُثَاءٌ” وبأَنَّا زَبَدٌ ذَهَبَ ويَذْهَبُ “جُفَاءً!.. الآن تتمة ………..ص 7 حَصْحَصَ الحَقُّ وظَهَرَ أَنَّنَا فِعلاً كُنَّا ولانَزَالُ أَغْبِيَة!! فمعذرةً يا(إسرائيل!) واقْبَلي تَوبَتَنَ (وإن خير الخطائين التَّوَّابُون)! وإننا نقدم لكِ أرواحَنَا فِدَاءً وجَزَاءً على تأخُّرِنَا عَن تَلْبِيَةِ الدَّعْوَة للتَّطْبيع منذُ زَمانَ.. نُقَدِّمُهَا دُون أن نَتَفَوَّهَ ولو بِكَلِمَةٍ واحدةٍ تَنِمُّ عَنْ عَدَمِ الرِّضَى،، فقد رَضِينَا! وجَزَى اللهُ وُلاَّةَ الأمرِ فينا فإنهم أثْلَجُوا دَمَنَآ في ثَلاَّجَاتِ “التسامُحِ” العصريَّةِ التي جاءت ناسخاتٍ أحكاماً -عفوا- كاسحاتٍ ألْغَاماً مِنْ قَبِيلِ (لتَجِدَنَّ أشدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً للذِينَ ءَامَنُوا : اليَهُودَ والذِينَ أَشْرَكُوا) و(لَن تَرْضَى عَنْكَ اليهُودُ ولاَالنَّصَارَى حتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)..! أَلاَ فَلْتَرْضَيْ يَاسَيِّدَةَ “المَكْرِ” وإنا نعِدُكِ بِأنَّا غَداً سَنَفْتَحُ مَراكز لإعْدَادِ “فقهاء داوود” من الحَاخَامَاتِ والبَابَاوَاتِ إلى القسَاوِسَةِ والرُّهْبَانِ..! بَعْدَ أن فَتَحْنَا -طاعَةً لأمرِكِ!- رُوتَارِيهاتِ وكَبارِيهاتِ.. لإِعْدَادِ “فَقِيهَاتِ” الفُحْشِ والفسادِ.. ونَشْرِ الرَّذِيلَةِ بين العِبَادِ.. !! ولِمَ لاَ؟! وأبناؤك أَبْنَاءُ عُمُومَتِنَا، والتاريخُ يشهدُ منذُ ابراهيم عليه السلام!.. وقد بَوَّأْنَاهُمْ مَكَانَةَ أَهْلِ الحلِّ والعَقْدِ فِينَا، ومكَّنَّا لَهُمْ مالم نُمَكِّنْ لأَنْفُسِنَا! فَهُمْ أَدْرَى بِنَا من أنفسِنا!
أيَا شُهَدَاءَنَا الابرَارَ! هَلاَّ أَبْلَغْتُم “مَالْتُوسَ” بِأَمْرِكُمْ حتى ينَامَ هَادئاً في قَبْرِه؟! .. وَلِيَهْدَأَ كُلُّ نَاعِقٍ -منا ومن غيرنا- بِتُرَّهَاتِ وخُزَعْبِلاَتِ تَحْدِيدِ النَّسْلِ خَشْيَةَ إِمْلاَقٍ وضَيْقٍ في الارزاق! فإن قَتَلَةَ الانبياء.. والأبرياَءِ من بني صهيونَ يوفِّرُون عليكم نشْرَ تِلْكَ الاباطِيل والأَلاَعِيبِ.. فلا تُجَشِّمُوا أنْفُسَكُمْ عناءً، فإن “القُرَيْظِيِّينَ”! يُحَدِّدُونَ “النَّسْلَ الطَّاهِرَ” ولهُمْ فينا صَوْلاتٌ وجَوْلاَتٌ! وعلَيهم مِنَّا آهَاتٌ وآهَاتٌ، وأحيَاناً كثيرةً ضَحْكَاتٌ من قبيل ضَحْكَاتِ (الرَّأْسِ المُشَوَّط!).
ويَا أَخَا “عَقْلٍ” لا تعجَلْ عَلَيْنَا.. (وأنذِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقِينَ).. بأَنَّا نقدِّمُ الابرياءَ.. والمُصَلِّينَ أَحياءً ونسْتَرِدُّهُمْ أموَاتاً بِرَصَاصِ الغَدْرِ قَدْ رَوِينَا.. فَلاَ تَأْسَ عَلَيْنَا إذا ما نَحْنُ بَكَيْنَآ واسْتَسْلَمْنَا.. ومَنَحْنَا أنفسنَا إلى “يهودا” كي تؤدِّبَنَا وتُربِّيَنَا.. فلها فضْلُ السَّبْق في التزوُّدِ عليْنَا..!!..
وبُشراكِ ياحفيدَة “السَّامِرِيِّ” فإنَّهُ لازَال فِينَآ من هو مستلقٍ على ظَهْرِهِ يَستمتِعُ بالجمالِ من فوق (عُلبِ) الرِّمَالِ الذَّهَبِيَّةِ، وحِينَ تُطارِدُهُ الظُّلْمَةُ يزْحَفُ مُنْهَكاً ليَقْتَحِمَ “العُلَبَ اللَّيْلِيَّةِ!” حيثُ الجوُّ المخمُور ومُراقصَة “الدُّمَى الآدميَّةِ” من “حسناواتِ!” و”مَلكات جَمَالٍ!” مُجِدَّاتٍ في تقديم الأطباقِ “الإستعراضيَّةِ”! في حُلَلٍ مُزَرْكَشَةٍ بألوانِ الطَّيْفِ لم نَنْساها منذ الغَزْو “الشِّيمُكُولُورِي!” الرَّهِيبِ!!
ألا فلتَهْنَئِي يا(أمَّ المكْرِ)! مَادَامَ فينَا المشْدُودُ الرؤيةِ بالثَّرَى بَحْثاً عن اللُّقْمَةِ “الحلال!” وسَطَ بحرٍ لجِّيٍّ من الحِرْمَانِ..! والذي لاَيُلْقِي بَالاً لِوَاقِعِ الحالِ وكُلُّ هَمِّهِ أَكْلٌ ونَوْمٌ وفي أَحْسَنِ الظُّرُوفِ جَمْعُ مَالٍ!.. وكثيراً مانسمعُ (إذا عُرِف السَّبَبُ بطَلَ العَجَبُ)! فلا عجَبَ! نَحْنُ السَّبَبُ..!
ولْنَقُلْهَآ بكلِّ شَجَاعَةٍ يا”أمَّة المِلْيَارِ” هنيئاً لَكِ يا(إسرائيلُ!).. واضْحَكِي على أَذْقَانِ “الثُّوَّارِ!” و”الأَحْرَارِ!!” فهُم القادَةُ والسَّادَةُ.. وذَوُو الفَضْلِ والرِّيَادَةِ.. في صُنْعِ القَرَارِ.. وتَسلِيمِ الدِّيَارِ.. فهنيئاً.. على ذَلِكَ الكسبِ
.. ولكن..
تمتَّعُوا قليلاً.. فشمُوعُ “الزيْتُون!” آفلةٌ،، وأغصانُه ذَابِلَةُ،، وحَمَائِمُهُ -لعَمْرِي- رَاحِلَةٌ.. وياوَطني الجريحِ! هَاهِي ذِي تَبَاشِيرُ وضَّاءَةٌ تُزاِبك الكآبةَ عن تُرَابِلُ الحَزِينِ، وتُرْسِلُ رُعُودَهَآ لِتَقُضَّ مَضَاجِعَ الدَّخِيلِ والعَمِيلِ على السَّوَاءِ..! وتَهْمِس في أذنِ العالم : كُلُّ سَلاَمٍ وأنتُمْ (ظُلاَّم) إنْ هِيَ إلا (أَضْغَاثُ أَحْلامٍ)!!