البيان الختامي
لندوة التعليم الأصيل-الواقع والآفاق
وبعد، نظمت جمعية قدماء التعليم الأصيل بفاس يومي 11 و12 ذي القعدة 1414هـ الموافق ل23 و24 أبريل 1994م ندوة بمقر فرع رابطة علماء المغرب بفاس، موضوعها : >التعليم الأصيل-الواقع والآفاق<.
افتتحت الندوة بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى رئيس اللجنة المنظمة كلمة باسم الجمعية، ثم ألقيت في هذه الجلسة الافتتاحية كلمات باسم فرع رابطة علماء المغرب وجمعية قدماء القرويين، وجمعية خريجي كلية الشريعة من طرف رؤساء هذه الجمعيات.
وبعد اختتام الجلسة الافتتاحية تتابعت جلسات الندوة ومناقشاتها بحضور نخبة من السادة العلماء وأصحاب الاختصاص.
واستنادا إلى هذه المعطيات واستنارة بالأفكار والآراء والتصورات التي تمخضت عنها المناقشات فإن (ندوة التعليم الأصيل -الواقع والآفاق) توصي بما يلي :
1-إقامة ندوة سنوية وطنية تناقش واقع التعليم الأصيل وآفاقه.
2- أن تعمل وزارة التربية الوطنية على عقد ملتقى وطني لتدارس قضايا التعليم الأصيل.
3- أن يعاد النظر في صياغة الأهداف العامة المرسومة للتعليم الأصيل وبلورتها في مناهج وبرامج تخدم الأغراض الحقيقية للتعليم الأصيل.
4- أن تنشأ هيأة استشارية عليا من العلماء وذوي الاختصاص وتوضع رهن إشارة مديرية التعليم الأصيل بقصد تتبع مسار التعليم الأصيل.
5- أن تنتقى الأطر الكفأة للتدريس بمؤسسات التعليم الأصيل مع الاهتمام بتكوين هذه الأطر.
6- أن تعاد هيكلة بنيات التعليم الأصيل بما يجعله مساهما في التنمية الشاملة للبلاد.
7- أن يخلق نوع من التكامل بين جميع مراحل التعليم الأصيل الابتدائي والثانوي والعالي، لتكوين المتفهم للخطاب الإسلامي.
8- أن يعمل على إغناء المكتبات الموجودة بمؤسسات التعليم الأصيل مع توفير مختبرات علمية مجهزة.
9- أن تتراجع وزارة التربية الوطنية عن حذف مادة العلوم الطبيعية من الشعبتين الأدبية والشرعية.
10- أن تشارك المجالس البلدية والقروية ومجالس العمالات وباقي الهيآت والجهات التي تساهم عادة في شؤون المدرسة والتمدرس بكل ما من شأنه أن يجعل هذا التعليم يتغلغل بين طبقات الأمة ويخدم مصالحها كما فعل طيلة تاريخنا المجيد.
11- أن يشجع التعليم بالكتاتيب القرآنية بالبوادي والحواضر لمالها من دور في تلقين القرآن وتحفيظه.
12- أن يشجع التمدرس بالتعليم الأصيل وذلك بتوفير السكن والإطعام والمنح للوافدين عليه.
13- أن يوجه إلى التعليم الأصيل الأطفال الذين وصلوا سن التمدرس ليتابعوا دراستهم فيه منذ البداية ببرامج خاصة تؤهلهم للتدرج في أطواره بنجاح.
14- أن يوجه إليه حفظة القرآن الذين فاتهم سن التمدرس وتقل أعمارهم عن أربع عشرة سنة والذين كانوا دائما يلتحقون بالتعليم الأصيل ويثبتون جدارتهم.
15- أن تخصص في كل الأقاليم أقسام لصالح التعليم الأصيل بالمدارس العصرية في الطورين الأساسيين وفي الثانوي أو تبنى لهم ليسهل التحاق الراغبين فيه.
16- أن تفتح في التعليم الأصيل الشعب التي لاتوجد فيه إلى جانب الشعب الثلاث الموجودة به حتى يتجه كل تلميذ إلى الشعبة التي يتفاعل مع موادها.
17- أن تتكفل وزارة التربية وجهات أخرى كالأوقاف والمجالس الممثلة للأمة بالمنح والمأوى لمن هم في حاجة إليها ولبعدهم عن أوليائهم.
18- التوجيه إلى السنة الأولى من التعليم الثانوي الأصيل بجميع شعبه حتى يتم حسب مسطرة التوجيه المباشر أثناء عملية التوجيه إلى بقية الشعب اعتمادا على رغبات التلاميذ والنتائج المحصل عليها.
19- إخبار التلاميذ بالآفاق التي يفسحها التعليم الأصيل في وجه المتخرجين منه اسوة بما يجري العمل به في غيره من الشعب الأخرى في التعليم العام.
20- تنظيم حملات إخبارية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من التلاميذ للتسجيل بالطور الأول من التعليم الأساسي الأصيل.
هذا وندعو جميع الغيورين على التعليم الأصيل أن يضاعفوا الجهود للتوعية به وبأهدافه مستعملين كل الوسائل التي تحقق ذلك وأن يتعاونوا معنا جميعا من أجل إحياء رسالة القرويين.
ونحن المشاركين في ندوة : >التعليم الأصيل-الواقع والآفاق< نستنكر بكل شدة حرب الإبادة التي يتعرض لها المسلمون في العالم، وفي مقدمتهم الشعب البوسني الصامد، الذي يداس بمدافع الصرب على مرأى ومسمع من العالم بأسره.
كما نعلن عن تضامننا اللامشروط مع هذا الشعب المظلوم الصابر المصابر، من أجل حماية كيانه ورفع الظلم عنه، مناشدين جميع الدول الاسلامية والعربية والهيئات الحقوقية بدعم صمودهم ماديا ومعنويا كما نعلن عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني، مؤكدين أن قضية القدس الشريف قضية المسلمين جميعا، ولايحق لأي أحد أن يتنازل عنها أو يتساوم فيها.
كما نعبر عن غضبنا الشديد وإدانتنا الصارخة لمذبحة الحرم الإبراهيمي الشنيعة، التي ذهب ضحيتها أكثر من مائة نفس بريئة وهي ساجدة خاشعة تصلي لربها.
وختاما نشكر السادة العلماء والشيوخ الأساتذة الفضلاء، وكل الحضور الكريم. على تلبيتهم للدعوة، وحسن متابعتهم للندوة.
كما نشكر ونقدر ما بذلته هذه الجمعية الأصيلة الفتية من جهود صادقة لضمان نجاح هذه الندوة.
وسوف نوافيكم إن شاء الله تعالى ببعض العروض الملقاة في الندوة.