ذ. ادريس نغش الجابري
أراك كئيبا تدخلُ الدربَ، هل عسى بك البحر قَدْ ألقى بيقطين حزننا
أتحسو شراب الذل والجرحُ غائرٌ
يُجَرِّدُكَ الطاغوتُ من جلدك الذي
إليك! فلا عيناك تُبْصِرني ولا
فها أنت يا هذا أراك مُجَنْدَلاً
ولستَ تبالي يا شَقيُّ بغاصبٍ
وقَصَّ جناح الطيرِ في ليلِ بَطْشِهِ
أُحِبك يا داجٍ وإن خلتَ أنَّني
فقَلْبي على ثغر المحبة واقف
ولي أمَلٌ يحدو مسيري لأنَّهُ
صعدتَ على ظَهْرِ الزمان بصوْلةٍ
وها أنت جَحْرُ الضبِّ يحويك بينما
وكان العِدَا بالأمس ضارٍ بِوَجْهِنَا
مُقامك يا قلبي على الكفِّ فانْتَفِضْ
فإما اغْترَفْتَ النورَ من مورِدِ القَنَا
تقدَّمْ ولو حَبْواً.. تكلمْ بهمسةٍ
فلا بدَّ أن تعلُو بزمجرةٍ، وأَنْ
فقلبُ المحاريب الغريبة ثائرٌ
على صهوة الشمسِ التقينَا وصوتُنا
*****
سفينُك في ليل التخوفِ قدْ رَسَا
إذا اشتعل الحزنُ الصباحُتنفَّسَا
وغيرُك للدمع المكدَّرِ قدْ حَسَا
عليك ويرجو أن تذل وتنعسا
فؤادُك للفجر الجميل تَحَمَّسَا
على زمهرير النار والبردُ قَرَّسَا
لِرَايتكِ الغرَّاءِ داس ونكَّسَا
وأَلْقَى على نارٍ تلَحْلَحُ أنفُسَا
قسوتُ بأوثانٍ فؤادُك قَدَّسَا
فياما أُحَيْلَى جُرْعةَ الحبِّ إنْ قَسَا
على الأملِ الوهَّاجِ يندحِرُ الأسى
وَكَانَ لباسُ الحبِّ مِنْ أحْسَن الكِسَا
مَـآذِنُكَ الهَيْفَاءُ أعْلَى وأنْفَـسَا
وأمسى عليك اليوم أضْرَى وأشْرَسَا
وإِيَّـاكَ أن تخشى المـلامَ وتَيْـأَسَا
وإما رماك البحرُ في ظلمة المَسَا
فخَصْمُك يرجو أن تلينَ وتخْنَسا
لصوتِ المقاليع الحزينة تأْنَسَا
يلُوذُ بأطفال إذا الليلُ عسْعَسا!
يُدَوِّي، فَحَاذِرْ أن تَذِلَّ وتَخْرَسا!