من عجائب الأحداث الكونية الكبرى
في سنة ست وأربعين وثلاثمائة قل المطر جداً، ونقص البحر نحواً من ثمانين ذراعاً، وظهر فيه جبال وجزائر وأشياء لم تعهد. وكان بالري فيما نقل ابن الجوزي في منتظمه زلازل عظيمة وخسف ببلد الطالقان في ذي الحجة، ولم يفلت من أهلها إلا نحو من ثلاثين رجلاً، وخسف بخمسين ومائة قرية من قرى الري. قال: وعلقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف يوم ثم خسف بها.
> شذرات الذهب للحنبلي
من سيرة عمر بن عبد العزيز
قال عطاء بن أبي رباح : حدثتني فاطمة امرأة عمر أنها دخلت عليه و هو في مصلاه تسيل دموعه على لحيته فقالت : يا أمير المؤمنين ألشيء حدث ؟ قال : يا فاطمة إني تقلدت من أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم أسودها وأحمرها فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري المجهود والمظلوم المقهور والغريب الأسير والشيخ الكبير وذي العيال الكثير والمال القليل وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد فعلمت أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة فخشيت أن لا تثبت لي حجة فبكيت
و قال الأوزاعي : إن عمر بن عبد العزيز كان جالسا في بيته و عنده أشراف بني أمية فقال : أتحبون أن أولي كل رجل منكم جندا ؟ فقال رجل منهم : لم تعرض علينا ما لا تفعله ؟ قال : ترون بساطي هذا ؟ إني لأعلم أنه يصير إلى فناء و إني أكره أن تدنسوه بأرجلكم فكيف أوليكم أعراض المسلمين و أبشارهم ؟ هيهات لكم هيهات ! فقالوا له : لم ؟ أما لنا قرابة ؟ أما لنا حق ؟ قال : ما أنتم و أقصى رجل من المسلمين عندي في هذا الأمر إلا سواء، إلا رجلا من المسلمين حبسه عني طول شقته.
و قال الأوزاعي : كان عمر بن عبد العزيز : إذا أراد أن يعاقب رجلا حبسه ثلاثة أيام ثم عاقبه كراهة أن يعجل في أول غضبه.
و قال جويرية بن أسماء : قال عمر بن عبد العزيز : إن نفسي تواقة، لم تعط من الدنيا شيئا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه، فلما أعطيت ما لا شيء فوقه من الدنيا، تاقت نفسي إلى ما هو أفضل منه. ـ يعني الجنة ـ.
> تاريخ الخلفاء – السيوطي
التواصل بالألغاز والرموز
عن أبي حاتم الأصمعي قال حدثنا شيخ من بني العنبر، قال: أسرت بنو شيبان رجلاً من بني العنبر، فقال لهم: أرسل إلى أهلي ليفدوني. قالوا: ولا تكلم الرسول إلا بين أيدينا. فجاؤوه برسول، فقال له: ائت قومي فقل لهم إن الشجر قد أورق، وإن لنساء قد اشتكت. ثم قال له: أتعقل؟ قال: نعم، أعقل. قال فما هذا؟ -وأشار بيده – فقال: هذا الليل. قال: أراك تعقل، انطلق فقل لأهلي عَرّوا جملي الأصهب، واركبوا ناقتي الحمراء، وسلوا حارثة عن أمري. فأتاهم الرسول، فأرسلوا إلى حارثة، فقص عليهم الرسول القصة، فلما خلا معهم، قال: أما قوله إن الشجر قد أورق، فإنه يريد أن القوم قد تسلحوا، وقوله إن النساء قد اشتكت، فإنه يريد أنها قد اتخذت “الشكا” للغزو، – وهي الأسقية (أي ما يحمل فيه الماء) – وقوله هذا الليل، يريد يأتوكم مثل الليل أو في الليل، وقوله عروا جملي الأصهب، يريد ارتحلوا عن مكانكم، وقوله اركبوا ناقتي، يريد اركبوا الدهماء فلما قال لهم ذلك تحملوا من مكانهم فأتاهم القوم فلم يجدوا منهم أحد.
> الأذكياء لابن الجوزي
فضل القيلولة
وقيل لأعرابيّ: ما يدعُوك إلى نَوْمة الضُّحَى؟ فقال: مَبْرَدَةُ في الصيف، مَسخَنة في الشّتاء.
> البيان والتبيّن للجاحظ
الفرج في القرآن الكريم
قال أحد الصالحين :
- عجبت لمن بُلي بالضر، كيف يذهل عنه أن يقول: (أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين)، والله تعالى يقول بعدها: {فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر}(الأنبياء:84).
- وعجبت لمن بلي بالغم، كيف يذهل عنه أن يقول: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
والله تعالى يقول بعدها: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين}(الأنبياء 88).
- وعجبت لمن خاف شيئاً، كيف يذهل عنه أن يقول: (حسبنا الله ونعم الوكيل)، والله تعالى يقول بعدها: {فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء}(آل عمران:174).
- وعجبت لمن كوبد في أمر، كيف يذهل عنه أن يقول: (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد).
والله تعالى يقول بعدها: {فوقاه الله سيئات ما مكروا}(غافر:45).
- وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها، كيف يذهل عنه أن يقول: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}(الكهف:39).
لا أحد فوق الأمر بتقوى الله
ودخل رجلٌ على أبي جعفر المنصور، فقال له: اتّق اللّه، فأنكر وجهَه، فقال: يا أمير المؤمنين، عليكم نزَلتْ، ولكُمْ قِيلت، وإليكم رُدَّت.
> البيان والتبيّن للجاحظ
بلاغة غلام
دخل عَمرُو بن سعيدٍ الأشدق بعد موت أبيه على معاوية، وعَمرٌو يومئذ غلام، فقال له معاوية: إلى مَن أوصَى بك أبوك يا غلام؟ قال: إنَّ أبي أوصى إليّ ولم يوصِ بي، قال: وبأيِّ شيء أوصاك، قال: أوصاني أَلا يفقِد إخوانه منه إلاَّ وجهَه، قال معاويةُ لأصحابه: إن ابن سعيدٍ هذا لأشدَق.
> البيان والتبيّن للجاحظ
شروط القعود على ظهر الطريق
وقالوا: وكان علي رضي اللّه عنه بالكوفة قد مَنَعَ النّاسَ من القُعود على ظهر الطريق، فكلّموه في ذلك فقال: أَدعُكُم على شريطة، قالوا: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: غَضُّ الأبصار، ورَدُّ السلام، وإرشاد الضالّ، قالوا: قد قبِلنا فَتَرَكهم.
> البيان والتبيّن للجاحظ
هندسة قنطرة
وكان يقال من عجائب الدنيا : منارة الإسكندرية، وقنطرة سنجة… وهذه القنطرة على خمسة فراسخ من جبل الجودي، كبيرة شاهقة متصلة بالجبل على حجر مخوخ مركبة إذا زاد عليها الماء اهتزت.
> أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم للمقدسي
لِمَ الهم ؟؟
رأى إبراهيم بن أدهم رجلا مهموما فقال له:
أيها الرجل إني أسألك عن ثلاث أتجيبني؟ قال الرجل: نعم.
فقال له إبراهيم بن أدهم: أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟ قال : كلا
قال إبراهيم : أفينقص من رزقك شيء قدره الله لك؟ قال: كلا
قال إبراهيم: أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله في الحياة؟ قال: كلا
فقال له إبراهيم بن أدهم: فعلام الهم إذن؟؟!
سر الزهد في أربعة أشياء
سُئل الحسن البصري عن سر زهده في الدنيا فقال:
علمت أن عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به.
وعلمت أن رزقي لا يذهب إلى غيري فاطمأن قلبي.
و علمت أن الله مطلع علي فاستحييت أن يراني على معصية.
وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء ربي.
> أمالي المرتضي
الشكوى إلى الله وحده
قال الأحنف بن قيس: شكوت إلى عمي وجعا في بطني فنهرني، ثم قال: يا ابن أخي لا تشك إلى أحد ما نزل بك فإنما الناس رجلان: صديق تسوؤه وعدو تسره. يا ابن أخي؛ لا تشكو إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه، ولكن اشك إلى من ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عليك. يا ابن أخي؛ إحدى عيني هاتين ما أبصرت بهما سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة و ما أطلعت ذلك امرأتي ولا أحدا من أهلي.