ما الثابت وما المتغير في السياسة الأمريكية؟؟… مع مجيء أوباما تعلّقت الآمال المريضة بالفارس الزنجي المتحرر أصلا من أدغال إفريقيا… ومع أول تصريح له عقب توليه الحكم اتضح أن أمن إسرائيل يعتبر خطا أحمر في سياسة الولايات المتحدة، سواء كان الرئيس جمهوريا أم ديموقراطيا وسواء كان أسود أم أبيض… الذين يراهنون على التحول في السياسة الأمريكية تجاه العالم العربي والإسلامي، إما أنهم جهلة أو متواطئون.. جهلة لأنهم يظنون أن مفاتيح الحكم كلها بيد الجالس في البيت الأبيض، ولا تكاد أعينهم الكليلة أن ترى الأيدي التي تدير خيوط اللعبة وتتحكم في مجريات الأحداث… ومتواطئون لأنهم حتى لو علموا بخبايا هذه السياسة التدميرية يبقون سجيني المأزق/الحل الأمريكي.. إن المتغير الوحيد في السياسة الأمريكية يبقى كون الإدارة السابقة كان على رأسها رجل أبيض ووزيرة خارجية سوداء، أما الإدارة الحالية فرئيسها أسود ووزيرة خارجيته بيضاء، غير أن السياسة ما بين الإدارتين كانت وستظل سوداء، بالرغم من الرتوش التجميلية التي يحاول أوباما أن يزين بها الوجه البشع للغطرسة الأمريكية، كإغلاق سجن غوانتنامو السيء الذكر، والحوار مع إيران وغيرها… ففي أول خطوة له تجاه الشرق الأوسط أرسل أوباما مبعوثه “جورج ميتشيل” ليكرر على أسماع الفاعلين بالمنطقة تلك الأسطوانة المشروخة المتمثلة في : حل الدولتين، في الوقت الذي يسعى فيه الناخب الإسرائيلي إلى تمكين اليمين المتطرف بزعامة المجرم “نتنياهو” من تسلم الحكم في الكيان الغاصب، ومن ثم الرجوع بالمفاوضات إلى نقطة الصفر، ويكون دور العراب الأمريكي حينها هو تمطيط الحوار واجتراره حتى يتمكن الصهاينة من التقاط أنفاسهم وبنائهم لمزيد من المستوطنات، بينما تستعد شلة أوسلو، وكامب ديفيد، وواي ريفر، وأنابوليس شدَّ الرحال إلى مُنتجع أمريكي جديد تتبادل من خلاله الابتسامات الصفراء والوعود الزائفة مع قتلة الأطفال، وهكذا يستمر اجترار مسلسل الوهم “السلام”، ويكون الرابح دائما العدو الصهيوني من خلال ضغطه على الكتيبة الخرساء/معسكر الاعتدال العربي وإجباره على تقويض جهود المقاومة وحصارها ودفعها للاستسلام.
إن أوباما أبان على الوجه الحقيقي للسياسة العسكرية الأمريكي من خلال إبقائه على أحد صقور الإدارة الأمريكية السابقة على رأس وزارة الدفاع، وهو ما يؤكد استمرار السياسة الخارجية الأمريكية في زراعة الرعب في قلب العالم العربي والإسلامي (العراق وأفغانستان) والبقية ستأتي… فليكن أوباما أسود، وليكن اسم أبيه الحسين، فالعنجهية هي العنجهية، والامبريالية هي الامبريالية… ومرة أخرى “صح النوم يا عرب”.