غزة تزعزع الـمشروع الصهيوني


لأول مرة منذ ستين سنة أي منذ تاريخ إنشاء ما يسمى بإسرائيل يصبح المشروع الصهيوني الذي وراءه الغرب بزعامة أمريكا وإنجلترا في مهب الرياح بعد أن ظنوا أنه راسخ إلى الأبد.

لذلك فإن ما يسمى بالمفاوضات لم يعد لها معنى، كما أن الخريطة التي أصبحت متداولة في العالم بما فيه بلاد عربية مع الأسف والتي فيها: إسرائيل وبجانبها في مساحة صغيرة: الضفة الغربية وفي الجنوب الغربي قطاع غزة وشطبت اسم فلسطين – يجب على العالم العربي والإسلامي والدول التي تؤيد قضية فلسطين أن تحذف اسم إسرائيل من هذه الخريطة وتثبت عليها اسم فلسطين فقط كما كانت قبل ستين سنة وبالنسبة للعرب منذ نحو ثلاثين أو عشرين سنة.

إن على المخلصين لقضية فلسطين العمل على إحباط المشروع الغربي الاستيطاني لترسيخ الوجود الصهيوني في قلب بلادنا العربية بفلسطين وإلزام الدول العربية والدول الإسلامية والصديقة المؤيدة لفلسطين أن تلتزم بالخريطة التي لا تحمل سوى فلسطين كما كانت قبل فرض هذا المسخ بقرار مجلس الأمن الذي أيد المشروع الصهيوني الغربي.. إن هذا المشروع الاستيطاني الاستعماري قد فضحته مقاومة غزة وتضحياتها وشهداؤها ومواقفها الصُّلبة ولأول مرة نرى شعوب العالم تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى في قلب أمريكا وإنجلترا وفرنسا وبلجيكا وهولاندا وأستراليا والنرويج والسويد ولأول مرة نشاهد طوائف يهودية وبعض أعلامها يقفون إلى جانب الحق الفلسطيني وينددون بالصهيونية ومشروعها الاستعماري، وقد ازدادت نسبة التأييد العالمي للشعب الفلسطيني ارتفاعا وانتشارا.

وقد صرح كثير من أعلام الغرب ومن المفكرين اليهود أن “إسرائيل إلى زوال وأن أحلام أصحاب هذا المشروع قد تبخرت وفي مقدمتهم وزير العدل الأمريكي السابق رمزي كلارك ..”.

ويقول المفكر اليهودي المغربي الأمازيغي سيون أسيدون: “إن دولة إسرائيل دولة صهيونية ستنتهي إلى زوال ولا شك في هذا الأمر، وستكون فلسطين في النهاية لجميع سكانها متساوين في الكرامة والحقوق” ثم قال:”إن تحرير فلسطين ليست قضية فلسطينية فقط ولكنها قضية إنسانية وكونية والدليل على ذلك المظاهرات التي قامت في العالم من سيدني إلى بيونس آيْرِس مرورا بطوكيو وستوكهولم، وهذه المحاور لا علاقة لها بالإسلام..” ويصف بعض القادة العرب بالصهيونيين ” حيث إن عددا من القادة العرب المسلمين يدافعون عن فكرة وجود دولة خاصة باليهود وهؤلاء القادة لا يعيشون فقط في رفاهية تحت مظلة الهيمنة الأمريكية ولكنهم شاركوا بفعالية في العُدوان الإسرائيلي على غزة وكانوا يصرخون اقضوا على حماس ” وهذا يعني من وجهة نظري: اقضوا على المقاومة. (جريدة التجديد 30 محرم 1430هـ / 27 يناير 2009م ).

وهناك مئات المواقف والتصريحات الأوربية والأمريكية وكلها تؤيد المقاومة، وتستنكر الاعتداء على غزة ومن هؤلاء من رأيناه يبكي متأثرا بما شاهده في هذه المحرقة الفلسطينية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية.

إن العالم كله الآن مع فلسطين ضدا على دهاقنة الاستعمار: الحكومات الإنجليزية والأمريكية والفرنسية ومن يدور في فلكهم، وهذه فرصة مهمة وعظيمة لإرجاع القضية الفلسطينية إلى بدايتها أي إلى ما قبل تأسيس “إسرائيل “.

وبناء على ذلك: فلا مفاوضات ولا اتصالات ولا اعتراف بدولة صهيون المفروضة على الفلسطينيين والعرب من لدن الكبار عبر مجلس أمنهم. وعلى بعض العرب اغتنامُ هذه الفرصة الثمينة لسحب الاعتراف بها وإغلاق السفارات العربية والإسلامية بتل أبيب، وعلى الفضائيات العربية أن تمنع إعلامها من التعامل مع هذا الكيان المفروض استعماريا، وأن تضرب عن إيراد أخباره وألاّ تقدمه على شاشاتها إلا بأوصاف الإجرام واغتصاب الوطن الفلسطيني… كما عليها وفي مقدمتها الجزيرة أن تحذف من خريطة فلسطين اسم إسرائيل كما كان الأمر قبل اعترافها بإسرائيل ولا تبقي إلا على اسم فلسطين وحدها دون ذكر الضفة وغزة بجانب إسرائيل.

ويجب على المقاومة وعلى الشعوب العربية والإسلامية التي تؤيدها ألاّ تعترف بأي مرجعية إذا لم يكن من أهم مبادئها وواجباتها: تحرير فلسطين كلها من الاستعمار الغربي باسم  إسرائيل، وعلى الدول العربية والإسلامية المؤيدة لتحرير فلسطين أن تسحب اعترافها بالطغمة المجرمة التي تعتقل الفدائيين بالضفة وتغتال بعضهم وتتجسس على المخلصين لصالح أمن الصهاينة.. وعلى العرب أن يسحبوا مبادرتهم التي سنرى الدول الكبرى ستسارع لتأييدها فرارا من الهزيمة الكبرى التي زعزعت الكيان الصهيوني الذي يسير نحو نهايته المنتظرة..

أيها العرب هذه فرصتكم فإن ضيعتموها فإن الأخطار ستحدق بكم وستندمون حين لا ينفع الندم وقد أعذر من أنذر.

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>