إلى أن نلتــــــقي__د. عبد الرحيم الرحموني
منذ أسابيع تناقلت بعض الجرائد الفرنسية خبر شاب فرنسي طَرَدَه أبواه من البيت وأغلقا الباب دونه بسبب سلوك أخلاقي مشين.
يقول الخبر إنه بعد أن تأكد للأبوين أن ابنهما شاذ جنسيا لم يتردّدا في طرده من البيت، مع توجيه عبارات نقدية لاذعة له، تصفه بأنه دخيل على الإنسانية وغير منتم لبني البشر، فضلا عن أن يكون مواطنا سويا.
طبعاً، أفاضت عدد من الصحف في أبعاد القضية الخلقية والاجتماعية والقانونية، وتداعت منظمات تحمي هذا الانحراف وتدافع عنه، إلى استنكار هذا السلوك من جانب الأبوين، في حين تتبعت أخرى مسار الابن بعد أن ظل شريداً لأيام.
نعم، كل هذه التعليقات وغيرها يمكن أن تكون متوقعة بسبب طبيعة المجتمعات الغربية التي يعتقد كثير منا أن الانحراف قد غلب عليها، وأن ما يتعلق بالفطرة والأخلاق السوية لم يعد له وجود، وأن ما تنتجه وسائل الإعلام وتصنعه صنعا، عن طبيعة هذه المجتمعات هو الواقعي والحقيقي، وأن الحديث عن الأخلاق السوية والفطرة السليمة بات من حديث الماضي والتخلف والظلامية.
وشبيه بهذا ما حدث أيضا في إحدى المؤسسات التعليمية بالولايات المتحدة الأمريكية، حينما قدّمت مجموعة من التلاميذ شكوى إلى اللجنة التأديبية للمؤسسة، ضد مدرس مادة علوم الأحياء بسبب أخلاقي أيضا، لكنه سبب دون الأول بكثير، لأنه يتعلق باستعمال لفظة فقط، ثم إن اللفظة يتطلبها السياق العلمي للمادة موضوع الشرح، حيث كان الموضوع يتعلق بالجهاز التناسلي لدى الإنسان، ومن ثَمّ استعمل المدرس اللفظ المباشر للعضو التناسلي لدى المرأة.
هذا مع أن المدرس مشهود له بالكفاءة التربوية والاستقامة الخلقية لمدة تقارب العقدين من التدريس، ثم إنه فضلا عن ذلك سمح لكل تلميذ يشعر بالحرج ألا يحضر الحصة.
وبعد احتجاج التلاميذ توصل المدرس برسالة من وزارة التربية تتهمه فيها باستعمال ألفاظ غير أخلاقية أثناء التدريس. كما توقع رئيس اللجنة التأديبية إلى أن احتمال فصل المدرس عن عمله مستبعد، ولكن أكد أنه لابد، على الأقل، من توجيه توبيخ شديد أو إنذار قوي له.