لقد اعتبر الإسلام الأخلاق الفاضلة مساوية لأجر الصدقة. قال : >اتقوا النار ولو بشق تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة< متفق عليه.
ولا عجب أننا نجد أفضل أنواع الصدقة هي التي تقوِّم الأخلاق القبيحة في نفس الإنسان، وتجعله يتحداها.
سئل النبي : >أي الصدقة أفضل؟ قال : >أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفاقة ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا، ولفلان كذا وقد كان لفلان< متفق عليه.
وهكذا يعتبر الإسلام الزكاة طهارة نفسية وخلقية، تطهر المسلم من أوساخ الشح والبخل، والأنانية والأثرة وغيرها من عفونات الأخلاق. قال : >لا تحل الصدقة لآل محمد إنما هي أوساخ الناس< رواه مسلم.
إن أخلاق الجمع والمنع، والشح والبخل، تجر المجتمع إلى أخطار وويلات قبيحة. قال : >اتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن يسفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم< رواه مسلم.
وبالبذل والإنفاق تسود أخلاق الرحمة والخير، وترفع أخلاق الغل والحقد والحسد، وبذلك نكون قد تحدينا الشيطان، قال : >لا يخرج رجل شيئا من الصدقة، حتى يفك عنها لِحَى سبعين شيطانًا كلهم ينهى عنها<رواه أحمد.