…والمولد المحمدي، التحريري لك من غياهب الوأد، تحت، وفوق الثرى، يهل، حاملا كل الذكرى الإستنهاضية لك ، أنت، أختي، الزاحفة من أتون الفتنة، ومهاوي المصادرة ,الشامخـة في مهب الأعاصير، رغم هدر المهزومين، أمام إصرارك على المضي والمشاغبة، تلفعي بوشاح الفضيلة، وادنـي الجلابيب على هامة، تتـسامق عزة، في غير ادعاء، وغطي بـهاءا نافرا، ككمائم الورد للزوج الحبيب، ليحضن فيك حين اللقاح المبارك، كل النقاء المهرب من عيون سماسرة الأجساد الطرية، ومصاصي نضارة إماء القرن العشرين، قبل الرمي بهن في دهاليز التاريخ جثثا متفسخة ..
ارفعي رأسك الثائر، ودقي الأرض بخطاك الثابـتة، في غير تمايل .. وابسطي للعطاشى فكرك المشتعل .. ازعجي المرجفين، ورابطي على الإزعاج، فقد هالهم تمنعك والإباء، وشغلك لفضاء بخلوا به عليك، فقالوا إنك خيمة تمشي على اثنين، وبصلة مغلفة !!.. وأن وتــد الفحولة العربية البدائية السادية، يقيدك إلى الأرض بكل قاذوراتها، ويصنفك في ألبوم تحفه المحنطة .. وقالوا وقالوا .. فأجيبيهم بأنك أمَةَ الخالق، لا أمة المسلم الخطاء المخلوق ..وأن الحجاب درع في وجه من ايقوض بنيان الأمة، من غرائز، تهجع مدمرة، إن سابت، لا سترا للعقل السابح في ملكوت الحق..
نافسيهم في منتدياتهم الإقصائية، واحملي عليهم بكرة المؤمن المغيب صوته والهوية، وصخبي الحناجر في وجه الغيبوبة المنتهجة ، وسيولة الباطل المستحكمة في ظل غيابك، وصولي بعلم دعاك حبيب الأمة محمد إلى النهل منه، ولو في أقاصي الصين .. وانفضي عن هذه القطعان الضالة ، حكم حظر التحول !! وجعجعة مثقفيها المعارة أدمغتهم وهويتهم للغرب المتربص، .. زمجري بكل الغضب المعتق، فليس في الجبة غير الحق حتى يبهت الذي احتقر ..
لاتتذمري من هذا الدثار، الذي لا يلف إلا الفانـي، أما خزائن انتفاضتك، ونفائس فكرك فباقية.
ماهم صهد الفصول المتعاقبة، فلست ساكنة دغل لترقبي بقلق كر الخريف أوقيض الصيف، .. لا تبتـئـسي فيتوغل الشيطان موسوسا لك بالدونية، فكل هذه الأجساد المبهرجة، المدسمة الزينة، ليست إلا روبوتات مسيرة بجهاز تحكم عن بعد، أخطبوطي الـنـزعة، يروم استعمار الأرواح، ليسهل عليه، حين الانكشاف الروحي، التسلل إلى التربة والخيرات
واحذري أختي كليشيهات الببغاوات، حين إشهارك بكل اعتزاز لدثار وفكر البهاء، فسيدعونك إلى تهشيم قمقمك واستنشاق نسمة الحرية، كأن الحرية مجرد خرق، ونسيج أثواب تفسخ حتى تـلج الحرية أوتوماتيكيا إلى الجسد ضافرة، فلا تنخدعي بل أجيبيهم بصوفية الثابت على الحق، أن : الحرية مواقف إنسانية، وتضحيات في الظل بلا صخب، ولا شعارات مـخـرومة : الحرية دينامو الغضب كلما ارتكبت مظلمة في هذا العالم، كما قال ثوري يدعى ” تشي غيفارا ” .. وهي الأعمال الصالحة لنيل رضى الخالق سبحانه وتعالى .. والنضال المستمر من أجل كسر كل الأصنام الرابضة على الأنفاس، والتماثيل التي تنكس الرؤوس لقيم الإباحية والنرجسية المريضة، باسم، (أنا وبعدي الطوفان، والآخرون هم الجحيم)..
الحرية نضال من أجل أن يتساوى الحق في البسمة، والعيش بكرامة، وفي ذلك أنت مساءلة غدا أمام الله سبحانه إذا لم تسخري علمك وجسدك إن لزم، لـنـخـر تابوت الباطل ..
لن يسألك -جلت قدرته- عن الأثواب الموقع عليها من “ديور وجيفانشي ولونكارو “، وهل كان توقيعها حقيقيا أومزيفا !!!، بل سيسألك عن كسبك من أجل الضعفاء، جهلا، أوخوفا، أوتواطؤا من أجل ضمان العيش الآمن .. ولن تشفع لك هذه البحار الناغلة أجسادا ممشوقة، وملوحة بالشمس، ومسابح مشقشقة الزرقة .. وستحمى عليك نار جهنم، وتكوي جلدك الذي استباحه كل الناضرين المرضى، بعيونهم النهمة، وأنت تتقلبين ذات اليمين وذات اليسار ..، وتنبطحين ظهرا وبطنـا، تحت شمس حارقة، أين منها فيح سقر، متوخية لونا برونزيا آسرا .. .. فاضربي صفحا عن هذا التحرش المرابط أمام ناظريك، إنما يريد الله أن يدعهم في خوضهم يلعبون، وتلهيهم الأماني، وفتنة المال، والنساء والشهوات، حتى إذا ظن أهلها كماقال سبحانه، أنهم قادرون عليها، أتاها أمره الذي لا مرد له، فجعلها حصيدا كأن لم تغن بالأمس ..وللحديث بقية