إن معرفة أخبار الفتن وأحاديث المحن لها أثر كبير في ثبات المسلم على دينه، وصموده في موقعه مهما كانت رياحها مدمرة.
عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا.. يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا” الترمذي وقال حسن صحيح.
ومن مظاهر الفتن ضياع الشهامة والمروءة، والغيرة والنجدة. عن أنس ] قال عند قرب وفاته: ” ألا أحدثكم حديثا عن رسول الله ، لا يحدثنكم به أحد عنه بعدي؟ سمعت رسول الله يقول : “لا تقوم الساعةحتى يرفع العلم، ويظهر الجهل ويشرب الخمر، ويفشو الزنا، ويذهب الرجال، ويبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد” متفق عليه.
ومن مظاهر الفتن أن تعم الفوضى فتسود الحروب ويعم القتل . عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن من أشراط الساعة أن يتقارب الزمن، وينقص العلم، وتظهر الفتن ويلقى الشح، ويكثر الهرج، قالوا : يا رسول الله، وما الهرج؟ قال: القتل القتل” متفق عليه.
ومن أكبر مظاهر الفتن غدر اليهود وكيدهم للاسلام والمسلمين وتآمرهم الكبير الذي لم يسلم منه بيت مسلم، ولا بلد مسلم. عن عوف بن مالك قال: ” أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك. فقال أعدد ستا بين يدي الساعة : موتي، ثم فتح بيت المقدس. ثم موتان يأخذ فيكم : يعني موت يقع فيكم : كقعاص الغنم. ثم استفاضة المال، حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته ثم هدته تكون بينكم وبين بني الأصفر: يعني اليهود، فيغدرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، الغاية يعني الراية أي يحاربونكم بأحزاب وأشخاص متعددين، تحت اثنا عشر ألفا : أي حلفاؤهم أقوياء وعددهم كثير” . أخرجه البخاري
ومن أخطر الفتن نزول العقاب بالمسخ في القلوب والخسف والقذف للأبدان. عن عمران بن حصين ] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “في هذه الامة خسف ومسخ وقذف” فقال له رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذلك؟ قال : ” إذا ظهرت القيان المغنيات والمعازف وشربت الخمور” الترمذي وحسنه.
ومن مظاهر الفتن التي تنذر بالهلاك: التبرج الفاضح الذي يغري بالزنا، ويحقق الفاحشة، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يكون في آخر هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، قالت يارسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال : نعم، إذا ظهر الخبث يعني الزنا” رواه الترمذي وحسنه.
فإذا تفاقم أمر الفتنة، واشتد ظلا مها، حينئذ يكون بطن الأرض خير من ظهرها للرجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده لا تمر الدنيا حتى يمر الرجل بالقبر فيتمرغ عليه، ويقول : ياليتني مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين، ما به إلا البلاء” رواه مسلم.