أصبحت نوادي الخمور ظاهرة متفشية بشكل خطير ببلاد المسلمين التي تنص دساترها على أن دينها الرسمي هو الإسلام الذي تستمد منه -بموجد ذلك- كل التشريعات والقوانين، وخصوصا بالمقاهي والفنادق والحانات والمراقص، حيث يتم استهلاك الخمور ومعاقرتها علانية من طرف الناس وخصوصا الشباب، هذا بالإضافة إلى المظاهر الأخرى المرافقة لشرب الخمر مثل تعاطي المخدرات والتدخين والرقص وممارسة الفساد والفواحش والمنكرات ولعب القمار والميسر.وهناك عدة أسباب وعوامل ساهمت في انتشار هذا الوباء الخطير في صفوف المسلمين يمكن أن نسرد بعضها : – غزو الحضارة الغربية لبلاد الإسلام سواء أثناء الاستعمار العسكري أو بعده مما نتج عنه ظهور أماكن اللهو والترفيه مثل الحانات ونوادي الخمور. – دور وسائل الإعلام الغربية والوطنية وخصوصا القنوات الفضائية التي تبث برامج وأفلام المجون والخلاعة من رقص وجنس وعنف مما أدى إلى تقليد مايشاهد من طرف المسلمين الغافلين عن دينهم. – الترخيص والتشجيع من طرف الحكومات والمسؤولين نظرا لجهلهم أو لتجاهلهم أو نظرا للعوائد المالية الضخمة التي يجنيها أصحابها من وراء هذه التجارة المربحة في الدنيا والمُخسرة في الآخرة. – ضعف الوازع الديني والغفلة عن الله وعن الآخرة والإنشغال بالدنيا. – الفراغ والبطالة اللذان يعاني منهما الشباب مما يغريهم الشيطان لفعل مثل هاته المحرمات والمفاسد. – الجهل وعدم الوعي بمخاطر تعاطي الخمور ونتائجه السلبية. – مخططات الأعداء لشغل أفراد الأمة عن الدين والقضايا المصيرية والتحديات التي يواجهونها. – عدم قيام العلماء بواجب الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وانحراف وسائل الإعلام العربية والإسلامية بكل مشاربها و توجهاتها عن دورها الرسالي في التوعية والتعليم والتثقيف. هذه إذن هيمجمل الأسباب التي أدت إلى تفشي مثل هذه الظاهرة ببلاد الإسلام. أما فيما يخص الأضرار والنتائج السلبية التي تترتب عنها فيمكن أن نوجزها فيما يلي : – الأضرار الدينية : صد عن ذكر الله وملهاة عن الصلاة مصداقا لقول الله تعالى : {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون}. – الأضرار المالية : تبذير المال وإسرافه وإضاعته، في الحرام وفيما لا ينفع، يقول الله تعالى : {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين}. – الأضرار الجسمية والعقلية والنفسية : والمتمثلة في تدهور الصحة وانتشار الأمراض مثل أمراض الكبد والقلب والسرطان واضطراب جهاز الهضم والتهاب المعدة ثم إصابة العقل بالصرع والجنون، أما الأعراض النفسية فتتمثل في القلق والتوتر والغضب.. – الأضرار الأخلاقية : الانحلال والانحراف الأخلاقيين، الفواحش ما ظهر منها وما بطن- التفوه بالكلام الفاحش. – التأثيرات السلبية الوراثية على الأطفال. – الأضرار الاجتماعية : العداوة بين الناس -الإجرام والعدوان- القتل والاغتصاب والسرقة.. هذه إذن هي مجمل الأضرار والنتائج السلبية التي تنتج عن تعاطي الخمور بالنوادي المخصصة لذلك، ولذلك سميت الخمر بأم الخبائث لأنها هي السبب الرئيسي في كل ما ذكرناه آنفا. فهلا استفاق المسلمون من غفلتهم وعرفوا ما يخطط له أعداؤهم اليهود والنصارى والتزموا بدينهم وأعرضوا عما سواه.