ما يزال المجتمع الغربي يسعى جاهداً إلى تدمير وتفتيت روابط وأواصر الأسر المسلمة، ذلك أنه تيقن أن دين الإسلام وحده هو الذي يمكنه أن يحكم العالم لأنه جاء من عند خالق هذا العالم، لهذا جند كل إمكانياته وقدراته المادية والإعلامية والفكرية لغزو المجتمع الإسلامي.
فما نراه من انحراف وانحلال في السلوك والأخلاق ما هو إلا سُمٌّ من سموم هذا الغزو الذي تزداد ضراوته يوماً بعد يوم ويجد التأييد والمباركة من بعض المنتسبين إلى الإسلام والذين لا يفهمون الحياة إلا من خلال غرائزهم وأذواقهم المستوردة.
لقد ابتليت أمتنا بكثير من تجار الكلام والشعارات ممن يرفع لواء الإختلاط و(تحرير المرأة) ويتستر بألفاظ التقدم والانفتاح والعصرية، ويريد أن يتحول مجتمعنا إلى مكان ينسف كل مظاهر الحياء والحشمة ويزرع في حياتنا أشواك الانحلال.. لا قدر الله. هؤلاء الذين ما فتئوا يصفون أي محاضرة أو ندوة تكشف عن مؤامرات هذا الغزو بأنها ضرب من إعاقة تقدم المجتمع وتقييد الحريات. إن الأسرة هي النواة الأولى في بناء المجتمع فإذا انهار جزء من هذا البناء فلابد أن يتداعى بقية البُنيان القوي المتماسك.
فلِكي نحافظ على هذه النواة علينا أن نتمسك بالمنهج الإلهي الذي رسمه لنا، فهو الجدير وحده بأن يجعل المرء يعيش في مجتمع طاهر تسوده روح الأخلاق الفاضلة التي تجلب له السعادة الدائمة، ونكون بهذا قد أرضينا ربنا وأغضبنا أولياء الشيطان الذين يتقربون إليه بخططهم الماكرة.
قال تعالى : {ولَن ترْضى عنكَ اليَهُود ولا النَّصَرَى حتَّى تتَّبع ملَّتهم قُلِ إنّ هُدَى اللَّه هوَ الهُدَى}(البقرة : 119).
حمادي عمر الطهريوي