إلى الذين يفتون في الحلال والحرام :
من الخير لمن يفتي في الحلال والحرام أن يتثبت مما يقول حتى لا يوقع الناس في خطأ في الدين. هذا : وإذا كانت قد وقعت حوادث في بعض الجامعات بسبب الرغبة في إقامة أحفال غنائية وموسيقية، فإنه ينبغي مراجعة برامج هذه المناسبات وأن تدور في نطاق ما أباحه الإسلام، حتى لا تصبح دور العلم مكانا للعبث بالمحرمات والجرأة على المحرمات وإن كان الأولى أن تنزه دور العلم من جامعات ومدارس عن أن تكون مكانا لمثل هذه الأحفال الغنائية والموسيقية التي لا تخلو -غالبا- من مخالفات لقواعد الأخلاق التي أمر بها الإسلام حيث تطغى في تلك الأحفال النزوات والرغبات على كل القيود والحدود، وهذا -كما سبق- من باب سد الذرائع، ووضع القدوة الحسنة للطلاب والطالبات.
وبهذا نصون مجتمعات الشباب عن كل المتاعب والمصاعب.
السينما والمسرح :
أما عن المسرح والسينما وما شابههما، وهل يحرم أو يحل ارتيادها؟ فإن هذه الدور -ولاشك- أدوات هامة للتوجيه والترفيه والتثقيف، وكشأن كل أداة صالحة لأن تستعمل في النفع أو في الضرر فهي في ذاتها لا ضير فيها، كالسكين يستعمل في النفع كما يستعمل في العدوان فهي صالحة لما تستثمر فيه بوصفها أداة.
ومن ثم فهذه الدور في ذاتها مباحة بمراعاة قيود فرضها الإسلام في نصوصه وقواعده..
أ- أن تكون الموضوعات المعروضة فيها وروادها بعيدين عن المجون وتوابعه من كل ما تمنعه شريعة الإسلام وآدابه كتلك الروايات التي تغري بالجريمة وتحرض على الآثام وتثير الغرائز المفسدة أو تدعو إلى عقائد باطلة وأفكار مُنْحرفة، إذ كل ما يدعو إلى هذا حرام لا يحل لمسلم أن ينتجه أو يشارك في إنتاجه، كما لا تحل مشاهدته أو تشجيعه أو الدعوة إلى شيء من ذلك.
ب- ألا يترتب على دخول هذه الدور ضياع واجب ديني أو إهمالوتضييع عمل مشروع يستفيد به الفرد أو المجتمع.
جـ- أن يحافظ مرتادو هذه الدور على منع الاختلاط والملاصقة المثيرة للغرائز بين الرجال والنساء، درءا للمفاسد ومنعا للفتنة، لاسيما والعرض في هذه الدور يتم في حالة إظلام تام.
وعلى كل رب أسرة أن يحرص على صون كرامة أهل بيته باصطحابهن إلى تلك الدور إذا دعت الحاجة حتى لا يتعرض لما هو شائع ومعروف وليعلم الناس جميعا {إنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنْفُسِهِمْ}(الرعد : 11).