“العزلة الطوعية” التي فرضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نفسه في سوتشي على ضفاف البحر الأسود، تثير العديد من التساؤلات والتعليقات حول مدى جدية الكرملين تجاه التعاون مع الولايات المتحدة في الفترة المقبلة، وفيما تحاول موسكو الرسمية الابتعاد عن مخاوف واحتمالات التورط في عملية عسكرية الى جانب الولايات المتحدة يسعى الرئيس بوتين جاهداً لتنسيق مواقفه مع رؤساء بلدان منظومة بلدان الكومنولث من جانب، واحتواء التشدد ا لسافر للولايات المتحدة من جانب آخر، في محاولة للابتعاد عن الوقوع في شرك التبعية والهيمنة الأميركية.
وتقول مصادر صحيفة الشرق الأوسط عدد01/9/21 أن بوتين أعرب عن مخاوفه من احتمالات تجاوز الولايات المتحدة للشرعية الدولية، الى جانب الشكوك تجاه حقيقة نيات واشنطن، ومدى أبعاد العمليات العسكرية المحتملة.
وكشفت المصادر الروسية عن أن العملية العسكرية المحتملة لن تقتصر على أفغانستان وقد تشمل ثلاثة أو أربعة بلدان أخرى، ومن ثم فإن موسكو لن تشارك بأكثر من تقديمها للمعلومات الأمنية، في إطار التنسيق المتبادل بين أجهزة المخابرات، وهو ما ترفضه واشنطن في سياق رؤيتها : >من ليس معها فهو ضدها<.
غير أن الأكثر خطورة بالنسبة لبوتين يتمثل في احتمالات تغلغل واشنطن الى ما هو أبعد وتزايد تأثيرها على دوائر صناعة القرار في عواصم بلدان الكومنولث (أذربيجان، جورجيا، كازاخستان…)
ورغم حرص قيادات الكومنولث على “مراعاة” مواقف موسكو التي سارعت الى إيفاد ممثليها الى عواصم هذه البلدان، فقد بدا واضحا أن هذه القيادات صارت أكثر ميلا نحو تأييد “مطالب” واشنطن، تحسبا لتبعات ما سوف يجري في المنطقة، ورغبة من جانبها في الحصول لاحقا على المساعدات الأميركية، سواء الاقتصادية أو الأمنية.
وأما الوجود الأميركي المؤقت المرتبط بعملية مكافحة الارهاب فقد يتسم بطابع أكثر ديمومة، من خلال ما قد تطرحه واشنطن تحت ستار “قوات حفظ السلام” تشكل القوات الأميركية عمادها الرئيسي بمباركة أذربيجان وجورجيا على سبيل المثال، حيث سبق وأعلنتا عن رغبتهما في الانضمام الى حلف الناتو.
الشرق الأوسط بتصرف ع 01/9/21