يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز : {وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها}(طه 182).
يقول الرسول( : “مروا أولادكم وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع” (أبو داود).
مما لا يخفى على أحد أسرار الصلاة التربوية والروحية..غير أن دورها داخل الأسرة قلما يتنبه له الناس، فنجد المسلم يؤدي الصلاة في المسجد أو في البيت بشكل روتيني لا يوحي بأي شيء وكأنه من الأعمال الواجب أن تؤدى خلال اليوم كالأكل أو الشرب أو غيرهما.. فيغيب البعد التربوي والتعبدي أحيانا كثيرة عن الجو العام للأسرة وأفرادها..
ففي الحديث السابق دعوة لكل المسلمين أن يأمروا أولادهم بالصلاة وهم في سن سبع سنين ليسكنوا إليها ويألفوها، ويتطبعوا بها، حتى إذا تأصلت فيهم العبادة، انطبعت شخصيتهم بها فأصبح المحور الذي تدور حوله الشخصية ومنه تستمد حياتها وكيانها هو المحور الديني..
والواجب أن نعطي لهذا الأمر الاهتمام اللائق وذلك ما يمكن حصره في النقط التالية :
< أن يقوم المسلم بتعليم زوجته آداب الصلاة كخطوة أولى، تجعل القدوة حاضرة أمام أعين الأبناء..
< تعليم الأبناء الطهارة ابتداء من الاستنجاء وهو أهم الأشياء في الطهارة إلى باقي الأمور الأخرى.
< تعليم الأبناء الصلاة منذ بلوغ سبع سنين( يمكن التهييئ لهذا قبل هذا السن وذلك بالتقليد والتشجيع على أداء الصلاة أمام الأبوين كبرهان على معرفتهم لها في جو تملأه الحيوية والترغيب والتحبيب، وكذلك تمكينهم من أداء بعض الأوقات ولو بدون وضوء(استعمال التيمم) لتيسير الاندماج مع جو الصلاة وأعمالها…الخ).
< الضرب غير المبرح (الضرب باليد)على ترك الصلاة إذا غفلوا، وهو أسلوب تربوي في التذكير حتى تتأصل في أعماقهم ولا تدع الحاجة إليه بعد ذلك..
< اصطحاب الزوجة والأبناء لصلاة الجمعة والأعياد ليشهدوا الخير.
< اصطحاب الأبناء الذكور إلى المسجد في صلاتي المغرب والعشاء..
< قيام الليل جماعة ركعتين مرة في الأسبوع(ليلة الخميس حيث الساعة المشهودة من الليل..) وهذا الأمر يتيسر في شهر رمضان بكيفية أقوى وأيسر..
هذا وغيره – مما قد يوفق الله الأسرة إليه من فضل الصلاة – هو الذي يجب أن يسود داخل أسرنا إذا نحن أردنا أن تكون بيوتنا حية بذكر الله تعالى ومحفوظة بعنايته له ورعايته.. فالواجب ألا ننسى قول الرسول الكريم ( ” لا تجعلوا بيوتكم قبورا ” الحديث.
يكتبها في حلقات ذ. أبو يونس