نحن الأئمة والخطباء والوعاظ. الموقعين أسفله، وبعد اطلاعنا على ما جاء في جريدة الاتحاد الاشتراكي الصادرة يوم الاثنين 28 ربيع الأول 1423هـ الموافق لـ 10 يونيو 2002م العدد رقم 6878 الصفحة الأولى، وتحت عنوان عريض : (أقاليم الاتحاد الاشتراكي!!! بالناظور وبركان وتطوان تدين تحويل بيوت الله إلى مقرات سياسية) حيث أوردت بيانا للكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي بالناظور جاء فيه على الخصوص أن مسلسل الإفساد قد بدأ باستغلال بعض المساجد ومنابر الجمعة للهجوم على الأحزاب الوطنية، وتحويل هذه المساجد إلى مقرات سياسية يتحكم فيها تيار العدالة والتنمية حيث يتم جمع الأموال لفائدة هذا التيار على مرأى ومسمع من كل الجهات الأمنية وبمباركة من وزارة الأوقاف). وحيث إن ما ورد في هذا البيان الإفك، يعتبر اتهاما خطيرا للأئمة والخطباء والوعاظ.. فإننا نعلن للرأي المحلي والوطني ما يلي : 1- نستنكر ما جاء في بيان الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي بالناظور، ونعتبر ما جاء فيه افتراء عظيما، وبهتانا كبيرا، وتهجما سافرا على الأئمة والخطباء والوعاظ بالإقليم، وتحاملا مغرضا عليهم، وزجا بهم في مستنقع سياسوي آسن، يبرأون إلى الله من أصحابه، ويدعون ربهم أن يحفظ وطنهم من آفاته وشروره.
2- نوضح بما لا يدع مجالا للبس أو غموض أننا ما كنا ولن نكون بوقا لأي تيار كيفما كان، ولسنا – كما قد يعتقد البعض – قطيعا نساق من طرف توجه معين، ولن نرضى لأنفسنا أن نكون تحت وصاية جهة محددة، ونعتبر أنفسنا فوق هذا التحزب الأعمى الذي لا يخدم وطننا في شيء، مؤكدين أننا نحترم جميع الهيئات الوطنية ولم يسبق لنا أن تهجمنا على أي منها رائدنا في ذلك مصلحة ديننا ووطننا والحفاظ على وحدة أمتنا.
3- نؤكد أننا ملتزمون فيما نقوم به من توجيه وإرشاد المومنين في أمور دينهم بمقاصد الشريعة والدين، لا نحيد عن ذلك ولا نميل عنه، كما نريد أن نبين بهذا الخصوص أننا نلتزم بالتوجيهات الصادرة إلينا عن طريق النظارة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. كما لا يفوتنا ههنا أن ننوه بتصريحات وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الداعية إلى “رفض أي تحامل على خطباء الجمعة، ونعتبرهم أئمتنا ونكن لهم كل احترام وتقدير، و نطلب من الجميع احترامهم وتوقيرهم”.
4- نعتبر هذا البيان المغرض مسا بحقوق الأئمة والخطباء والوعاظ في الصدع بكلمة الحق، ومواجهة الفساد والإفساد، وتكميما لأفواه العلماء الذين أخذ الله عليهم العهد {لتبينه للناس و لا تكتمونه}، وإبعادا لهم عن توجيه المواطنين لما فيه خدمة دينهم وأمتهم ووطنهم، في وقت يمكن فيه لأقلام التخريب ودعاة الفتنة أن يعملوا معاول هدمهم في قيم الدين ومقدسات الوطن دون أن نسمع نكيرا من جهات كثيرة تدعي الغيرة على هذا الوطن ومقدساته.
5- ندعو الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي بالناظور- إن كانت لها غيرة على هذه المدينة وسائر الإقليم- إلى أن تتصدى مع كل الغيورين -ومنهم الأئمة والخطباء والوعاظ بدون شك-لموجة الفساد والإفساد التي تجتاح المدينة وخاصة فيما يتعلق بانتشار الخمور والمخدرات والدعارة المقنعة والرشوة وكثير من الآفات المدمرة. وأن تنأى بنفسها من أن تكون جهازا لمراقبة المساجد التي لن تتحول أبدا وقطعا إلى مقرات سياسية لأي حزب كان ونؤكد لهم، ولمن يهمهم الأمر، أننا سنتصدى لأي استغلال سياسوي للمسجد من أي جهة أرادت ذلك، ملتزمين بقول الله تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا}.
وأخيرا : إن أئمة وخطباء ووعاظ مدينة الناظور ونواحيها، وهم يدركون حساسية المرحلة التي تعيشها بلادنا، سوف يفوتون الفرصة – بما رزقهم الله من بصيرة ثاقبة ووعي مستنير وإدراك عميق بما يجري حولهم – على كل أفاك أثيم يريد أن يستدرجهم إلى معارك وهمية، لإبعاد المساجد عن القيام برسالتها الحضارية العظيمة التي أناطها الله بها:
{من أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.
نسأل الله تعالى أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والإيمان والسلامة والإسلام والسكينة والاستقرار، في ظل القيادة الرشيدة لأمير المومنين حفظه الله. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
عن أئمة وخطباء ووعاظ مدينة الناظور ونواحيها.
ملاحظة : تحتفظ المحجة بلائمة الموقعين.