عرضت القناة المغربية الثانية مساء الجمعة 4 ماي استعراضا مطولا للباس التقليدي المعروف – بالقفطان- وقد كانت المصممات المغربيات مزهوات ومفتخرات بتلك اللمسات الغربية الفاضحة التي أضفنها إلى القفطان المغربي العتيق، ضحت العارضات أو المصممات الملتزمات باللباس الشرعي كن وراء عدة -موديلات- بعيدة عن تحمله أو ما هو مفروض أن تحمله مخيلة المصممة المحجبة.
إن ما رأيناه على شاشة التلفزة كان بعيدا عن ما تريده وتعيشه النساء المغربيات، فالقفطان المغربي الأصيل الذي كان يتميز بحشمته وطوله وجماله، أصبح في أيدي المصممات الحديثات، المتشبعات بالحداثة الغربية، قفطانا ممسوخا بعيدا كل البعد عن الجمال العربي وعن الحشمة والحياء الذي تربينا عليهما، نتساءل ونحن نشاهد البرنامج وقفاطينه الممسوخة لماذا تتعرض كل مكوناتنا العربية والإسلامية إلى هذا الزلزال الهادئ؟ لماذا تباغتنا رائحة المنكر والكفر داخل هذه الأجساد الفرنسية التي زينت بقفاطين ملونة، لماذا كل هذا الغنج والمسخ يعرض علينا في بيوتنا التي تعيش جرح اللحظة وحزن الأخبار المنقولة من أرض المقدس، لماذا تشوه لحظاتنا الصافية بهذه المناظر ونحن نحاول أن نطهر صدور أطفالنا وعقل أبنائنا من كل تلك الدبدبات الغربية التي تنقر بشدة في الجسد العربي المسلم لطين تمسخه وتقتل فيه كل إحساس أو مقاومة.
إن مسخ القفطان المقصود إنما هو خطوة من الخطوات التي يحاول بها أعداء الدين أن يبعدونا عن كل ما يربطنا بهويتنا وحضارتنا وديننا الحنيف، يحاولون بسبق إصدار وترصد أن تصبح فاطمة، كاترين ممسوخة، لأن فاطمة عندما ستغير جلدها، لن تستطيع أبدا أن تمشي مشية أخرى… بل ستكون صورة مشوهة… نعم…هذه هي خطوات العدو، لتغليف القلوب ولتطميس العيون عن النور المنبعث من الكتاب الكريم والسنة المطهرة.
لقد نجحت الحضارة الغربية في أن تجعلنا ننسلخ عن كثير من مبادئنا وموروثنا الديني لتحولنا إلى أشباح تحمل أسماء عربية إسلامية، وأجساد خشبية واهنة تحب الدنيا وتكره الموت، حتى لنجد إحدى العارضات للقفطان المغربي – زهور الرايس(1) تجيب عن السبب في اختيارها لمانكات أجنبيات يعرضن قفاطينها، في و جود مغربيات “مقتدرات” في ميدان العرض، قالت السيدة المصممة إن المرأة المغربية فعلا أحسن من يلبس القفطان، ولكن للأسف، فهي لم تتمكن بعد من إزالة الحياء الكافي لكي تكون عارضة ممتازة كما هي الأجنبية، وبالتالي فهذه مهمة تحتاج إلى مشية خاصة وابتسامة خاصة لم تستطع بعد المرأة المغربية أن تصل إليها.
فعجبا، كيف أصبح الحياء صفة غير مطلوبة في المرأة فقد صدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلمحين قال: >إن لم تستحي فاصنع ما شئت<، لقد أرادت السيدة زهور الرايس أن تقول للمرأة المغربية إنها لن تصل إلى المستوى المطلوب إلا إذا تمادت في ترك الحياء كله. هذا إن كان حقا لا يزال هناك حياء فالمتجول في الشارع والناظر إلى المرأة المغربية لا يحس هذا الحياء إلا خفيفا، فالعري والغنج والدلال والتبرج هو الطابع العام الذي يغلف شريحة مهمة من المجتمع المغربي.
ولكن لا عجب، فمن ستلبس قفطان المسخ المتكون من قطع متفرقة وأثواب شفافة، ستكون حتما فاقدة لأية مسحة من الحياء… وبالتالي سيظل هذا القفطان الغريب خارج هويتنا وحضارتنا وتقاليدنا بعيدا كل البعد عن ما يناسب المرأة المغربية.
ربيعة المنصوري
——–
1 – في برنامج سيدتي الذي بثته القناة 2M.