مقالات ك حقيقة مكافحة الإرهاب!!؟


إن المتأمل في خريطة العالم يلحظ أن كثيراً من الطوائف والمذاهب وأتباع الديانات المختلفة لهم دول تمثلهم ويشعرون بالإنتماء إليها، فتجد بعض الدول تمثل النصرانية الكاثوليكية، وبعضها الآخر النصرانية البروتستانية، وبعضها الآخر النصرانية الأرثوذكسية. واليهود أقاموا لأنفسهم دولة بالقوة على أنقاض الشعب الفلسطيني والملاحدة لهم دولة تمثلهم كذلك، والهندوس وغيرهم من عباد الأصنام والعبادات الوثنية لهم أيضا دول تجمعهم وتحميهم.

وأمام هذا الواقع قامت الجماعات الجهادية تطالب بحقها في إقامة دولة إسلامية تمثل دينهم وعقيدتهم وتحقق آمال المسلمين وطموحاتهم. إلا أنها وجدت نفسها محاصرة بين الدول الغربية الصليبية والدولة اليهودية من جهة، والدول العربية من جهة أخرى، حيث تحاول هذه الدول جاهدة القضاء على هذه الجماعات، بل وسحقها وإبادتها.فقد عملت هذه الدول على ترسيخ العداء مع الجماعات الإسلامية ونعْتِها بعدة نعوت وأوصاف في محاولة منها لتشويهها وتسفيه الأهداف التي تطمح إليها، ولذلك ظهرت في الصحافة والإعلام عدة شعارات مثل : الأصولية.. الراديكالية.. التطرف.. الإرهاب..!!

وبنظرة سريعة للخلف، وعلى مدى سنوات قليلة فقط، تكشف هذه الحقيقة الغائبة والمغيبة. ففي قمة ليون بفرنسا التي شاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية -فرنسا -ألمانيا -ايطاليا -بريطانيا -كندا – اليابان، وقبل أن يتوجه الرئيس الأمريكي إلى القمة قال : “الآن وأنا متجه إلى ليون سيكون محط اهتمامي الأول هو تركيز قوة وطاقة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى على مواصلة مكافحة الإرهاب!!”.

وكالعادة خرجوا بالنتيجة المتوقعة : محاربة الإرهاب!! القضاء على الإرهاب!! مطاردة الإرهابيين!! تبادل تسليم الإرهابيين بين دول العالم.. القيام بعمليات تطهير مناطق تدريب وإقامة الإرهابيين!!

وفي قمة القاهرة : اجتمع ممثلو 16 دولة عربية، فلأي شيء اجتمعوا!!؟ اجتمعوا من أجل مكافحة الإرهاب!! واتفق العرب على محاربة الإرهاب كما اتفق قبلهم العجم في قمة ليون!!

وفي مؤتمر باريس : حشدت الدول الصناعية السبع وروسيا وزراء خارجيتها والوزراء المكلفين بالأمن في تلك الدول إضافة إلى وفود مكونة من مسؤولين كبار في الشرطة وأجهزة الاستخبارات.. فلماذا اجتمعوا.. وماذا قالوا.. وعلام اتفقوا..؟! مكافحة الإرهاب!! تسليم الإرهابيين!! استصدار قوانين محلية ودولية لمكافحة الإرهاب!! كما هي العادة؛ فقد كان موضوعهم الإرهاب ومشتقاته. قد يقول قائل : من حقهم :أن يفعلوا ذلك لأنهم يريدون الحفاظ على السلام العالمي واحترام حقوق الإنسان!!.

لكنهم لم يحترموا حتى مشاعرنا -وليس حقوقنا فحسب- عندما احتلوا مقدساتنا، وطلبوا منا أن نبتسم، لأن العبوس في وجوههم فيه عداء لحقوق الإنسان ومناهضة للسلام العالمي!! وعندما أسروا الشيخ الضرير عمر عبد الرحمان زوراً وبهتانا ولم يراعوا شيخوخته عندما عمدوا إلى إهانته بما نستنكف عن مجرد ذكره.. وعندما قتلوا مليوني طفل عراقي.. وعندما قصفوا مصنعاً للأدوية في السودان.. وعندما قتلوا الطفل محمد الذرة، ولا يزالون يقتلون الآلاف من إخوانه الأبرياء.. وعندما.. وعندما..

لقد طغوا وتجبروا في الأرض بما فيه الكفاية، حتى أن الهدنة المشروعة في ديننا أصبح فيها نظر مع أمثال هؤلاء المتجبرين في الأرض، طغاة القرن العشرين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والتي تسعى جاهدة لحشد عداوة المسلمين ضدها بشكل متصاعد ومتزايد. فيكفي موقفها من قضية فلسطين وحربها للإسلام والمسلمين. بل إنها تُمعن في إذلالنا بصورة مقيتة لا يحتملها مخلوق يعتبر نفسه من بني آدم له مشاعر وأحاسيس فضلا عن كونه مسلماً موحداً  يحمل في داخله العقيدة التي لا تُقهر، وهو السلاح الحقيقي الذي أفشل وسيفشل -بإذن الله تعالى- كل المخططات القذرة لضرب الأمل الإسلامي في قيام الدولة الإسلامية، والذي أدى إلى تفوق الإرهابيين -كما يسمونهم- على التكنولوجيا المتطورة والسياسة الدولية التآمرية الحاقدة على الإسلام والمسلمين.. واليوم تعي الأمة الإسلامية حلقة أخرى من مسلسل القضاء على الإرهاب!!

وقد كشف الرئيس الأمريكي عما تخفيه صدورهم عندما أعلن أن الحرب بينهم وبين الإرهاب!! حرب صليبية.

إننا نعتقد أن المسلمين بدأوا يفهمون شيئاً فشيئا مسرحية الإرهاب وفصولها التي لا تنتهي، وعلى معسكر الكفر أن يعلم بأن المسلمين لن يتنازلوا عن حقهم ولاعن شبر من أراضيهم، ولن ينسوا قتيلا من قتلاهم ولا أسيراً من أسراهم، فالمؤمنون بعضهم أولياء بعض، وأن المعركة بين الإسلام وأعدائه سوف تحسم لصالح المسلمين، وأن الدولة الإسلامية قد لاح نورها في الأفق، وما هي إلا أيام معدودات ليبتلي الله عبيده وليميز الخبيث من الطيب وليعلم من جاهد من قبل الفتح وقاتل، ويتخذ من عباده شهداء على الناس {ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض، والذين قاتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرّفها لهم}(محمد : 4- 5- 6).

< الحسين شهبار

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>