اعلم أخي المسلم أن ما ملكك الله من خير وفضل ومال، ما هو إلا وديعة من ودائع الله في ذمتك، فإذا أنفقت منه شيئا سواء كان زكاة أو تطوعا فأجعله خالصا لوجه الله.
قال رسول الله : >أول من يُسأل يوم القيامة ثلاثة : رجل استشهد في سبيل الله يؤتى به فيُعرِّفه الله نعمه فيقول له ماذا عملت فيقول : يا رب جاهدت في سبيلك حتى استشهدت. فيقول له : كذبت، بل قاتلت ليقال جريء فقد قيل، ثم يَأمر به فيسحب على وجهه في نار جهنم.
ورجل عالم …….. فيقول الله له : ماذا عملت فيما علمت؟ فيقول: يا رب نصحت ووعظت، فيقول الله له: كذبت …. كنت تريد أن يقال عالم فقد قيل .. ثم يسحب على وجهه في النار.
ورجل أعطاه الله أصناف المال …. فيقال له : ماذا عملت؟ فيقول: تصدقت وأنفقت، فيقال له: كذبت … أردت أن يقال جواد .. ثم يسحب على وجهه في النار.
ثم قال :” يا أبا هريرة هؤلاء الثلاثة هم أو لمن تسعر بهم جهنم” رواه مسلم.
فلهذا قالوا: المخلص يكتم حسناته، كما يكتم سيئاته.
وقال أحد السلف: يا نفس أخلصي تتخلصي.
وقد قيل لسهل رحمه الله: أي شيء أشد على النفس؟ قال : الإخلاص، إذ ليس لها فيه نصيب.
فإذا كان القصد من العمل الرياء والسمعة، كانت الفضيحة يوم القيامة.
قال رسول : “ما من عبد يقوم في الدنيا مقام سمعة ورياء إلا سمع الله به على رؤوس الخلائق يوم القيامة ” رواه الطبراني بإسناد حسن.
إن الرياء فتنة يصاب بها المرائي، وقد اعتبرها النبي أخطر من فتنة الدجال.
عن أبي سعيد الخدري : خرج علينا رسول الله ونحن نتذاكر الدجال، فقال : >ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من الدجال، قالوا: بلى، قال: الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل<.
إن النبي كان يتخوف على الأمة من الشرك لأنه أكبر الكبائر، ولكن أخبر أنهم لا يعبدون الأصنام والأوثان ولكن يراؤون بأعمالهم.
قال رسول الله : >إني تخوفت على أمتي الشرك، أما إنهم لا يعبدون صنما ولا شمسا، ولا قمرا ولا حجرا، ولكنهم يراؤون بأعمالهم<(رواه الحاكم).
إن كل عمل لا يراد به وجه الله تعالى فهو ضائع هدر، مهما كان حجمه ونوعه.
قال أعرابي: يا رسول الله، الرجل يقاتل حمية، ويقاتل ليرى مكانه ويقاتل للذكر، أيهم في سبيل الله؟ قال : >من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله<(متفق عليه).