قراءة في كتاب – اللباب في شرح تحفة الطلاب


من تأليف العلامة الأستاذ محمد التاويل

صدر لشيخنا العلامة الكبير، والجهبذ النحرير، الفقيه الدكتور محمد التاويل -حفظه الله – في هذه الأيام كتاب في علم الفرائض بعنوان : “اللباب، في شرح تحفة الطلاب” في سبعة وأربعين وثلاثمائة صفحة من الحجم المتوسط عن مطبعة أنفوبرانت بفاس.

والكتاب شرح في غاية الجودة والإتقان، لمنظومة في علم الفرائض من تسعة وعشرين وستمائة بيت، تسمى”تحفة الطلاب، في عالم الفرائض المهاب” من نظم المؤلف نفسه.

ولقد جاءت أبيات المنظومة حاوية لكل أبواب علم المواريث، مشتملة على كل جزئياته وفروعه، وتميزت بسهولة عباراتها، وسلاسة أسلوبها، وغزارة معانيها، مع نفحة شعرية أضفت عليها مسحة جمالية وبلاغية خاصة. وضعها -حفظه الله- استجابة -كما قال- لأمر النبي  بتعلم الفرائض وتعليمها.

أما الكتاب/ الشرح فهو من الكتب التي لا ينبغي أن تخلو منهامكتبة عالم، فضلا عن متعلم، ذلك أن المؤلف ـ حفظه الله ـ ملأه علوما ومعارف، وجمع فيه ما تفرق في غيره في عبارات واضحة المعنى، سهلة المأخذ.

وقد قسم المؤلف كتابه هذا إلى مقدمة وسبعة عشر فصلا.

أما المقدمة فتحدث فيها عن سبب وضع هذا الكتاب فقال “هذا شرح موجز لأرجوزة في علم الفرائض على مذهب الإمام مالك رحمه الله، يسر الله لي نظمها، فأردت في هذا الشرح توضيح ما غمض من ألفاظها، وبيان المراد بها، وربط ما فيها من أحكام فقهية بالكتاب والسنة، حتى يكون القارئ على بينة من أمره، وثقة تامة بدينه وشريعته”.

كما بين فيها حكم الإرث، وأنه فريضة من فرائض الله، ووصية من وصاياه سبحانه إلى عباده، يجب التمسك بها، والمحافظة عليها كما شرعها. وعدمُ التهاون فيها والخروجِ عن حدودها”.

ثم أوضح مكانته الرفيعة في الاسلام، ومنزلته العالية في الدين مستدلا على ذلك بأدلة كثيرة، ونصوص عديدة.

أما فصولالكتاب، فقد تحدث في الأول منها عن أسباب الإرث وأركانه وشروطه، وفي الثاني عن موانع الإرث، وفي الثالث عن الوارثين من الرجال والنساء، وفي الرابع عن أنواع الإرث، وفي الخامس عن أحوال الورثة، وفي السادس عن العول، وفي السابع عن المناسخة، وفي الثامن عن العمل في الوصية، وفي التاسع عن التنزيل

وفي العاشر عن اجتماع الوصية والتنزيل، وفي الحادي عشر عن الصلح، وفي الثاني عشر عن الإقرار، وفي الثالث عشر عن التنازع في الاستهلال، وفي الرابع عشر عن إرث المفقود، وفي الخامس عشر عن ميراث الخنثى المشكل، وفي السادس عشر عن أول ما يبدأ بإخراجه من التركات، وفي السابع عشر عن كيفية قسم التركة.

ثم ختم بالحمد لله تعالى والصلاة والسلام على رسوله .

هذا، ويتميز الكتاب بكثرة الأمثلة المعينة على الفهم وبالتطبيقات الموضحة للمقصود، كما يتميز بكثرة الاستدلالات القرآنية والحديثية، والقارئ لهذا الكتاب يقف، على عشرات القواعد الفقهية والأصولية، كقول المؤلف”… الأصل الاستصحاب وبناء ما كان على ما كان” وقوله “…. الأصل في أفعال الناس القصد والعمد، لا الخطأ، والأصل في الناس البراءة وعصمة الدم حتى يثبت ما يبيحه” وقوله “العبد وما كسب لسيده”.

كما تحدث المؤلف عن العموم والخصوص وغيرهما من مسائل الأصول كثيرا. ولم يغفل ـ حفظه الله ـ بعض الحِكم الجليلة في التقسيم الرباني للميراث فهو يقول -مثلا- في ميراث البنت مع أخيها”… إن إعطاءها نصف الذكر هو إنصاف لها لأنها لا تتحمل أية أعباء مالية حيال غيرها، بينما أخوها يتحمل أعباء الصداق، ونفقة الزوجة والأبناء والجهاد بالمال.

والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.

إعداد: امحمد العمراوي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>