لا حديث بين الناس هذه الأيام في المجالس ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها إلا عن هذه الموجة المتصاعدة من الفضائح والسلوكات الشاذة في الشارع العام، آخرها عدوان شاب مغربي على تلميذة بنزع ثيابها وكشف عورتها مع قيام مرافق له بالتصوير بواسطة الهاتف..!
ألا يطرح هذا الحدث، مثل غيره، مشكلة القيم في بلادنا وما تعرفه من انهيار متسارع لا يعلم أحد القعر الذي نتجه إليه؟
جيل كامل أريد له أن يكون خلوا من أي هوية، لا يتقن أي لغة، ولا يعرف حرمة ولا قداسة لأي شيء، قيمه المثلى تدور كلها حول: المادة و المتعة..
المدرسة تم تحطيمها، منذ “مدرسة المشاغبين”!
والتدين اختزل في “الإرهابي”!
الأسرة نموذجها في المسلسلات المكسيكية!
والفرد الجذاب تقدمه المسلسلات التركية!
النموذج.. والنجم.. والمثال : هو لاعب الكرة أو الممثل الفكاهي بالنسبة للأولاد، والمغنية بالنسبة للبنات!
حتى أحاجينا تدور حول رموز العلم ونقل المعرفة: الفقيه والمعلم!
باختصار: تم تحطيم القدوة بطريقة منهجية ماكرة وخبيثة، ومقابل ذلك تم الترويج لنمط آخر، غريب ومتحلل من كل القيم والأخلاق في العمق، مع صبغ ذلك بالعصر والحداثة وكل ما يغري ويثير شكلا، مع الفراغ والخواء مضمونا..
أليس ما قام به هذا الفتى هو عين ما يقوم به آخرون، يطلق عليهم ألقاب: فنان، ومخرج.. وغير ذلك؟ والفرق أن الآخرين يحصلون مقابل تعرية المرأة المغربية على مكافآت بالملايين وجوائز كل حين ويعينون في مواقع التوجيه والتدبير لمستقبل البلد.. ويصفق لهم الإعلام العمومي والصحافة السائدة.
أليس الاختلاط السلبي بين الجنسين من دون مراعاة لضوابط شرعية أو أخلاقية قد أصبح مطية لمفاسد وشرور لا تخفى على ذي لب ، وفتنة للشباب والمراهقين فلا مناهج هادفة للتعليم تربيه، ولا برامج للإعلام تقومه..
باختصار، هذا ما جنته أيدينا وأنتجته سياستنا، فمن يزرع الصبار لن ينتظر إلا الشوك، ورحم الله أبا الفتح البستي حين قال في حكمه: