قال الحسن البصري رحمه الله : (يا ابن آدم، موسى خالف الخضر ثلاث مرات فقال له : هذا فراق بيني وبينك فكيف بك وأنت تخالف ربك في اليوم مرات ألا تأمن أن يقول لك : هذا فراق بيني وبينك).
بين الرب والعبد عهد وميثاق، وقمن بالعبد ألا ينقضه، فما العبد إلا طوع سيده، ورهن إشارته، أنّى له أن يخالفه وهو ولي نعمته ومالك أمره، حياته بيده وأنفاسه بيده، وحركاته وسكناته بيده، ومتى خالف العبد سيده سقط من عينه، ووكله إلى نفسه، فإذا الآفات تكتنفه من كل جانب، وإذا المهالك تساقط عليه بكرة وعيشا، قال ابن القيم رحمه الله تعالى (وأيما جهة أعرض الله عنها، أظلمت أرجاؤها ودارت بها النحوس).
لا يملك لما نزل به من الشقاء وصنوف البلاء رداً، ولا يجد منها فكاكا، فهو عبد ضعيف، وما كانت قوته من قبل إلا بالله سيده ومولاه، فلما خالفه وعصى أمره واستحق أن يحرم من نصره ومدده وحفظه وعونه وتوفيقه، {ومن نكث فإنما ينكث على نفسه} ومن لزم أعتاب العبودية، ظفر أيما ظفر، وفتح الله عليه بركات من السماء والأرض. وما تعسرت أمور أكثر الخلق، وسدت في وجوههم الأبواب، فَذَا يشكو قلة ذات اليد، وهذا يئن تحت وطأة المرض، وذاك يضج من عقوق أبنائه، وتلك تشكو العنوسة، وآخر يشكو الاضطراب والوساوس..
آفات وأمراض وابتلاءات، يبحث الناس لها عن مخرج، بَيْدَ أن أغلبهم ضل الطريق، والطريق واضح جلي ألا وهو موافقة العبد للرب العلي، ولزوم بابه فتَمّ بلسم الجراح، والشفاء التام، والترياق لكل سموم الشبهات والشهوات. فها الطريق أمامك أخي، ضع قَدَميْ قلبك، وسر على هدى من ربك، واستعن به فهو المعين، قال الملك جل في علاه {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا}، نعوذ بالله من ضنك العيش. آمين.
> ذ. منير مغراوي
وفقكم الله ونفع بكم الأمة
آميين سيدي