شاءت أقدار الله أن نعيش -نحن أبناء المغرب العربي أو المغرب الكبير- فترات متفاوتة في المشرق العربي بين الخمسين والستين 1950- 1960 وقد تأخر استقلال الجزائر بضع سنوات عن تونس والمغرب، وقد قام البلَدان بالواجب نحو إخوانهم في الجزائر إضافة إلى ما قدمه الشرق ولاسيما مصر من مساعدات، وقد ضاعت فرص عظيمة لبناء المغرب الكبير وفق ظروف كل بلد بسبب الأفكار الثورية غير الناضجة التي حوّلت الأمور إلى الفتن والتقاطع، وقد سعدت بلقاء المجاهد اللواء محمد نجيب الذي حكى لنا سنة 1980 في القاهرة عندما تلاقينا في مكتبة الحاج وهبة لشراء الجديد من الكتب وحكى لنا الرجلان وكان ثالثهم المجاهد : صلاح أبو رقيق رحمهم الله قصة الخلاف بينهم وبين القيادة العسكرية الثورية بزعامة محمد جمال عبد الناصر، ويبدو أن الشعب المصري يتوجه الآن لبناء وطنه على الواقع وقد شاهدت عبر الشاشة الصغيرة شخصيات مصرية مدنية تتعاون مع القيادة العسكرية لبناء مصر بناءً شاملا وراسخاً مما سيجعل مصر تحتل مكانة محترمة في الخريطة العربية والإسلامية، وأنا أظن أن الجيش إذا نِيط به ما يرتبط بمهمته في دولته ومجتمعه واضطلع المجتمع المدني بالمهمات التي تخصه فإن الدولة المصرية ستصبح أقوى دولة في المنطقة ويمكن أن تحقق ما تطمح إليه جميع الشعوب العربية بما في ذلك تحرير فلسطين وبذلك يكون العود أحمد بعد سلسلة التجارب الفاشلة التي قادتها العقليات العسكرية التي تزعمت ما كان يحق أن يكون في سجل القيادات المدنية المختصة.
إن الثورة العربية ستنجح إذا ما التزمت كلّ جهة بما يجب عليها متجنبة أسباب الفشل والفوضى وقلب الأوضاع.
أ.د. عبد السلام الهراس