لا تتخلف عن موعدها المعتاد..
كل مساء تطرق باب جارتها.. يسبقها أطفالها الثلاثة ..
يتحلقون حول مائدة لمجة المساء التي هيأتها الجارة المضيفة لأبنائها…
تتجاذب أحاديث شتى مع مضيفتها…
يعود الزوج منهكا من عمله… يتقوقع في غرفة النوم ريثما تنصرف الجارة.. ينتظر طويلا..
يتحول البيت إلى حلبة للركض والملاكمة لأبناء الجارة الضيفة…
تطول الزيارة.. تقدم العَشاء لأبنائها.. يلتهم أبناء الضيفة الطعام.. يتراشقون بما فضل عليهم.. تقهقه أمهم.. تفور المضيفة غيظا..
تطول الزيارة.. يهرول عقرب الساعة نحو منتصف الليل، تشهق الضيفة : “سيعود زوجي من عمله بعد دقائق”!
وهي تهم بالخروج تتذكر: “أرجوك أعطني بعض الخبز والجبن والبيض وحبتي طماطم و… فقد أقفلت المتاجر كلها..!”
اليوم، عادت بأبنائها من المدرسة، استأذنت عدة مرات.. لكن الجارة لم تفتح الباب…
بعد ساعة، عادت وصغارها يطرقون الباب.. أطل الزوج من النافذة وقال لها:
– نعتذر عن استقبالك .. لا تزعجينا وأطفالك برنين جرس الباب!
ذة. نبيلة عزوزي