بِنَبْضِ القلب – هؤلاء اللصوص


أتساءل لماذا يكبو العالم المتحضر وينهض من كبوته؟ ولماذا يتأزم الوضع الاقتصادي في البلدان الديمقراطية ويتعافى من أزمته؟ ولماذا تنتخب الشعوب المتحضرة أنظمتها ولا تنقلب عليها؟ ولماذا يكون الجيش في خدمة الشعب وخدمة الوطن؟… ولماذا.. ولماذا..؟ ثم أتساءل لماذا كلما كبونا طالت كبوتنا حتى حسبنا أننا لن ننهض منها؟ ولماذا يزداد وضعنا الاقتصادي تأزما من غير أن نلمح في الأفق بارقة أمل، ولماذا ينقلب الجيش على الديمقراطية حين لا تكون في صفه؟.. مرد هذه التساؤلات ما يقع الآن في أرض الكنانة، فبينما الشعب المصري يستعد لانتخاب رئيسه استكمالا لثورته، يقوم المجلس الأعلى العسكري بحل البرلمان واستصدار إعلان دستوري مكمل، يهدف من خلاله إلى نزع معظم صلاحيات الرئيس المنتخب ليبقى مجرد “كومبارس” في مسلسل رديء..

هؤلاء اللصوص الذين امتصوا خبرات أم الدنيا في عهد النظام البائد، وراكموا الثروات على حساب جوع الشعب وشقائه، هالَهُمْ أن يصبح الشعب سيد نفسه وأن يختار من يسوسه ويرعى شأنه، فأبوا إلا أن يعيدوا إنتاج نظام مبارك وفي أبشع صورة… لكن خابت مساعيهم الدنيئة فما كادت نتائج الاقتراع تظهر للعيان حتى امتلأ ميدان التحرير عن آخره معبرا عن تضامنه المطلق مع رئيسه الجديد ومنددا بقرارات المجلس العسكري، وملوحا بعصيان مدني في حالة مصادرة الثورة من قبل هؤلاء اللصوص…لك الله يا شعب مصر ويا كل الشعوب العربية، وحمى الله ثورتك وزادك صبرا ورباطا، ودمت حاميا الحلم ومحتضنا الأمل.

ذ. أحمد الأشـهـب

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>