“فيوليتا أيالا” “veolite Ayale” مخرجة سينمائية أسترالية من أصل بوليفي، استطاعت من خلال شريطها القصير (Stolen) أن تجسد معاناة إخواننا المحتجزين في مخيمات الذل والعار في تندوف، وتبرز وحشية عصابات المرتزقة المدعومة من قبل جنرالات الجارة الجزائر، وتفند بالتالي أكذوبة البولساريو الانفصالية… “Stolen” أو العبودية في مخيمات البولساريو نقل لصور واقعية لمأساة أطفال أبرياء ونساء ورجال عزل إلا من إيمانهم بقضيتهم وارتباطهم الروحي بوطنهم الأم “المغرب”… كل هذا جيد وجميل ولكن ((أين يكاد المريب يقول خذوني)) كما يقول المثل العربي؟؟ المريب أيها السادة الأفاضل هو هذا الحس الإنساني الذي دفع هذه المخرجة البعيدة عنا آلاف الأميال، أن تتخطى الصعاب وتخلط أوراق البوليساريو الذين كانوا يظنون أنها ستنقل إلى العالم افتراءاتهم وأطروحاتهم البائدة، فأين مخرجونا وفنانونا من هذه المخرجة؟ إن أغلب الأفلام التي تم إنتاجها في العشر سنوات الأخيرة، والتي استفاد أكثرها من أموال الشعب عبر صندوق الدعم، أساءت لصورة المغرب أيما إساءة، وجعلت من وطننا مجرد وكر للمخدرات والدعارة والشذوذ، ومحجّ كل باحث عن اللذة : ((ماروك)) ((كازانگرا” الرجل الذي باع العالم” ((عاشقة من الريف” وأفلام أخرى كلها تصب في هذا المنحى المتردي، البعيد عن الفنية والإبداع، وهذا بشهادة نقاد متمرسين… أتساءل أليس المغرب بلد العظماء والشرفاء (نساءا ورجالا)، أليس فينا رجال أمثال : عبد الكريم الخطابي، والمختار السوسي وعبد الله گنون و… و… و؟؟.. ألا تتصورون لو أن “دراما مثل الدراما المصرية” كان لها مثل هؤلاء الرجال العظام أما كانت خلدت آثارهم في أفلام ومسلسلات تشد الألباب؟.. أقول هذا والقلب يتفطر من أناس وقفوا وراء الكاميرات وبدل أن يصنعوا مجد بلدهم ويدافعوا عن وحدته الترابية من خلال فنهم، حولوا هذا الفن إلى معول لهدم الوطن والتهجم على القيم… فشكرا لك مرة أخرى “فيوليتا” فقد لقنت درسا قاسيا لكاميراتنا الخرساء، ولسينما بات همها البحث عن الأضواء الزائفة في “كانْ” و”برلين” و”البندقية”… على حساب همومها الوطنية.. فهل وصلت رسالتك، وهل هزتهم صرختك.. أم لا حياة لمن تنادي؟؟!!… ملحوظة : تحياتي الحارة، وتقديري الكبير إلى كل الفنانين المغاربة (مخرجين وممثلين وكتاب ومنتجين) الذين أبانوا على حس راق من الوطنية والإبداع.
ذ. أحمد الأشـهـب