…عندما قال الشيخ حسان بأن «ثورة يناير أخرجت أخبث ما فينا» عقب عليه المؤرخ والمفكر الدكتور محمد الجوادي: «الصحيح يا مولانا أن الثورة أخرجت أخبث من فينا»… وطبعا أنتم تعرفون الفرق بين «ما» لغير العاقل و«من» للعاقل أو قل لناقصي العقل في الزمن المصري الرديء هذه الأيام … حيث تتساقط الأقنعة عن قامات كنا نظنها من الأخيار ومناهضي الظلم والطغيان ومناصري الحق والعدل… من هؤلاء مشايخ كبار زينوا للانقلابين سوء عملهم، فدبجوا لهم الفتاوى بوجوب قتل المعارضين وإخراجهم من ديارهم ومصادرة أموالهم والزج بمن بقي منهم في غياهب السجون والمعتقلات مع ما يستتبع ذلك من امتهان لكرامتهم واغتصاب نسائهم… ومنهم من أجاز الخروج عن الحاكم المسلم الحافظ لكتاب الله تعالى بينما حرم الخروج عن الحاكم الذي جاء على صهوة الدبابة فنشر الخراب في البلاد وروع العباد بحجية أنه «حاكم متغلب» وأنه «يصلي ولا يشرب سجائر»… ولذلك أيدوه وأجازوا مساندته بحملات ضخمة، فعلقت صوره داخل بعض مساجدهم وأباحوا لنسائهم ذوات الخمار بتنظيم حملة «قرع الأبواب» للدعوة للتصويت عليه في الانتخابات الرئاسية الهزلية، بل وتداول الشباب على صفحات الفايس بوك فيديوهات لبعض هؤلاء المنقبات وهن يرقصن في الطرقات ابتهاجا بفوزه المظفر على أنغام «بشرة خير»… فهؤلاء وغيرهم الكثير ممن «أخرجتهم الثورة «وكشفتهم الأحداث المتلاحقة من بين الصف المؤمن والموقن بموعود الله ونصره… ولا تزال هناك وجوه لم تكشف بعد لأمر يريده الله، وبانكشافها سيقع التمايز الحقيقي الذي ذكره الله عز و جل في كتابه العزيز ما كان الله ليذر المومنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب إذاك فقط يتحقق النصر ويخسأ الظالمون ويظهر الحق الذي لا دخن فيه وحينئذ يأتي الوعيد الرباني: بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق والفاء هاهنا تفيد السرعة في تنفيذ موعود الله بالنصر والتمكين لأصحاب الحق وبالخزي والهوان لأصحاب الباطل، فالله سبحانه وتعالى يطمئن أصحاب الحق بأن الباطل : فيركمه جميعا فيجعله في جهنم
… بشارة وكل كلام الله بشائر للقابضين على الجمر والعاضين على الجراح في زمن الانبطاح بأن نصر الله قريب، يراه المخذلون بعيدا ويراه السائرون في درب الله قريبا… فعسى الله أن ياتي بالفتح أو أمر من عنده ، فتقديم اسم الجلالة هاهنا على الفعل ذاته إشارة إلى وجوب التعلق بالله وليس بالفعل وإن كان ذلك جائزا. فالتعلق بالله عز وجل أقوى وأمتن من التعلق بالأفعال أو مسببات الأفعال…
ذ: عبد القادر لوكيلي