… في الوقت الذي تزور فيه الممثلة الأمريكية الشهيرة «أنجيلا جولي» مخيمات اللاجئين السوريين الفارين من جحيم بشار الأسد وتمسح على رؤوس الأطفال وتواسي الأرامل والشيوخ والجرحى وتقدم لهم الدعم المادي والمعنوي…في هذا الوقت بالذات تقوم الصحفية التونسية المشهورة كذلك والمحجبة أيضا «كوثر البشراوي» بتقبيل بيادة (حذاء) عسكرية أهداها لها أحد جنود النظام السوري المجرم خلال زيارتها المشبوهة لإحدى ثكناتهم.
… تقوم بتقبيل البيادة مباشرة على إحدى قنوات النظام السوري متحدية بذلك مشاعر ملايين اللاجئين والمشردين السوريين في شتى أنحاء العالم العربي..
متحدية مشاعر ملايين المسلمين والعرب وحتى الأجانب المتعاطفين مع الشعب السوري المضطهد من أرضه…
طبعا لم تذكر هذه (الصحفية) وهي تقبل البيادة متباكية على تخلي العالم عن نصرة المجرم بشار الأسد…
لم تذكر -وهي الصحفية المقتدرة وكنا نحترمها ونحسبها على خير- لم تذكر لنا كل تلك المجازر المروعة التي ارتكبها الأسد ولا يزال ضد شعبه الأعزل على مدار أربع سنوات من الرعب والقتل والتشريد في إحدىأبشع المجازر التي عرفها التاريخ… قد لا تضاهيها في البشاعة سوى مجازر التتار ومحاكم التفتيش…
لم تذكر لنا براميل المتفجرات التي تسقطها طائرات النظام على رؤوس الآمنين حتي تحولت مدن وقرى سوريا الجميلة إلى أطلال وأثر بعد عين، ولم تسلم حتى المساجد ومدافن الصحابة والصالحين من الدمار والتخريب حتى لا تكاد ترى إلا حجرا على حجر من كثرة القصف والتدمير المستمر.
كل هذا وغيره الكثير لم تأت على ذكره الصحافية التونسية وهي تقبل البيادة، لأن حب البيادة قد ذهب بعقلها وأفقدها صوابها ومهنيتها التي عرفناها بها طيلة مسيرتها الإعلامية المتميزة …موقفها المخزي هذا لم يأت معزولا دون مقدمات، فقد سبق لها أن عبرت عن حبها الشديد لبشار الأسد متمنية أن تحشر معه…
أبشري يا بشراوي فقد بلغني أن رسول الله قد قال: «يحشر المرء يوم القيامة مع من أحب»… اللهم ارزقنا حسن الخاتمة. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ذ: عبد القادر لوكيلي