….في جلسة الاستماع أمام الكونكرس الأمريكي الاخير، ركزت السيدة «آن باترسون» السفيرة الأمريكية في القاهرة في مداخلتها على ثلاثة محاور أساسية تلخص السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والبلاد الإسلامية بصفة عامة.
• أولويات الإدارة الأمريكية تحولت من دعم الديموقراطية في العالم إلى محاربة الإرهاب خلال السنوات الثلاثة الأخيرة… وسبحان مقلب الأحوال بالضبط منذ أن بوأت صناديق الاقتراع الديمقراطية حركات الإسلام السياسي مقاليد الحكم في عدد من الدول الإسلامية، وفي القلب منها مصر باعتبارها دولة محورية في العالم الإسلامي والعربي… أما سبب هذا التحول المريب، تضيف «آن باترسون» هو أن هؤلاء الحكام الجدد (الإسلاميين) حولوا توجهات دولهم من العمل على ترسيخ الديموقراطية والعلمانية إلى ترسيخ الإيديولوجيا الدينية؟؟؟ نفس السبب الذي صرح به قائد الانقلاب في مصر مباشرة بعد اختطاف الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي… حيث قال يومها «لقد عزلنا مرسي لأنه كان بصدد إعادة الخلافة الإسلامية»… وسبحان الله تشابهت قلوبهم وأقوالهم معا.
• تحويل العقيدة العسكرية للجيش المصري من حماية الحدود والسهر على الانتخابات إلى محاربة الإرهاب. والمقصود بالإرهاب هاهنا هو ذلك الذي يهدد أمن واستقرار إسرائيل أي بالعربي الفصيح «إرهاب» المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس وجناحها العسكري… ترجمة هذا الأمر ظهرت جليا من خلال أمور عدة بدأت مباشرة بعد الانقلاب على الشرعية في مصر ومنها:
- تجريف مئات المنازل المحاذية لقطاع غزة وتشريد أهلها من السيناويين الأحرار مع تقتيل خيرة شبابها بتهم واهية.
- إغراق غزة بمياه البحر عبر الأنفاق التي تعتبر شريان حياة أهل غزة المحاصرين أصلا. وهو الأمر الذي لم تقدم عليه حتى إسرائيل ولا فكرت فيه.
- إغلاق معبر رفح معظم الأوقات وبدون أي سبب وفي المرات القليلة التي فتح فيها تم اختطاف عنصرين بارزين من حركة حماس سمح لهما قصد تلقي العلاج في تركيا.
- وضع كتائب القسام على لائحة الإرهاب واتهام عناصرها بالتورط في فرار مرسي ومن معه من سجن وادي النطرون… وقد حكم القضاء الشائخ على اثنين منهما بالإعدام غيابيا، أما أحدهما فاستشهد في الاعتداء الاسرائيلي عام 2006، أما الآخر فمعتقل في السجون الإسرائيلية منذ 1969…
• وأخيرا، لم تفوت السفيرة الأمريكية الفرصة للإشادة بالتعاون الخليجي الأمريكي في هذه الأمور ما دام بعض الإخوة في الخليج…يدفعون ثمن الأسلحة والرشاوى والأتعاب أيضا كاش من «الروز» الذي حباهم الله به… فاللهم لا حسد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ذ: عبد القادر لوكيلي