لبت الدعوة لحضور “صدقة”.. ولجت البيت الكبير…
تتناثر الموائد في الحديقة… يتحلق حولها رجال تبدو سيماء غناهم على مظهرهم.. في الجهة المقابلة، تجر نساء أذيالهن الفاخرة… يتحدثن لغة “موليير”…
يتخذ قرّاء ومادحون مجلسهم على منصة أقصى الحديقة، يتلون القرآن الكريم، ويصدحون بأمداح نبوية…
يفوح المكان برائحة العود الفاخر.. يطوف النادلون على الموائد لتقديم ما لذ وطاب من الأكل…
يُرفع الدعاء للميت… ينتهي الحفل…
تسأل المدعوة بعربية ممزوجة بلكنتها الأوربية:
- أين الفقراء؟!
تسألها المضيفة بدورها:
- أي فقراء؟!
- لبيت دعوتكم لي مشكورين لحضور “صدقة”، ظننت أنها لإطعام الفقراء، فإذا هي للأغنياء.. أنا حديثة العهد باعتناق الإسلام، فهل تجوز الصدقة للأغنياء؟!
ذة. نبيلة عزوزي