المرثية الباكية


على مثله فليبك من كان باكـــــيَا

وفقدُك يُنسينا الخطـوبَ الدّواهــيَا

يقولون لي قد مات عالـمـــنا الـــذي

خلّف دنيـــــانا عزيزا وغالـــــيا

وكذّبتُ نفسي واتّهمتُ مَسـامِـــعِــي

وحاولتُ أن أَنسى المُصابَ ورائيا

رحيلُك عنّا يا محـمــدُ مــــــــــأتـــمٌ

وفاجعةٌ كبرى تهُـــــــــدُّ الرّواسـيا

أرَى فاسَ من حولي عويـلا ومأتـما

وأعلامَ حُــــــزن مُطرقات بواكيا

قضَى رائدُ التفســيرِ والفـقـــهِ نحــبَه

ولم يُخطِهِ الموتُ الذي كان قاسـيا

عجبتُ لمــوت ويحـها ظفرت بـه

وتختار من بين الـلّالي الغَــوَالـِـــيا

فمن لكراسي العلم بعدك يعـتلــي

ذراها ويُحْــيِ  مجـدَها المُتَهــاويـا

وما مات من أعطى وأجزل في العطا

وخـلّــــــــد علـمـا بعـد مـوته باقــيا

أأرثيه بالشعر الذي كان قُـطـــــبَـه

وتَحْنِي له فـــيه الفحــولُ النّواصيا

وأنّى لــشعـري أن يصُـوغَ رِثـاءَه

وقد أخرس الحزنُ الرّهـيبُ لسانـيا

ومـوتُ الاَعـــلامِ النّابهـين خسارةٌ

وفـاجعةٌ عُظمى تهُـزُّ الـــــــرَّواسيا

بالاَمس رُزِئْـنا بالحــــسيني وبعده

يُودّ عـــنا التــــــاويـلُ بعـدك ثانــيا

أَأَعْــلامُـنا تَهــوي وتـأفــلُ  أنـجـمٌ

ونَـعْـرَى بمن كانُوا المنارَ المثـالـــيا

طوتـــــهُـم يدٌ تخـتارُ كلّ نـفـيسـة

ولا تَجْـتَـنِي إلا كــريـما وغــالــيـــا

على دُرّةِ الغـرب المراثـي وأدمـعٌ

سَـوَاكـــبُـنا حُــزنا تــجُـودُ هَـوَامِـيا

فقدتِ شُمُوسَ العلمِ والفكرِ قد مضى

زمانُ الكراسي نـاضراتٍ زوَاهـــيــا

ولكـنّه الموتُ الذي يقطف الورَى

ولا يبـقى غـيرُ اللـه حيا وباقــــــــيا

وكم لـفقـيد العـلم من نُصُبٍ سَمَت

وكـــــــــانت عطـاءاتٍ لـهُ وأيـَـاديــا

على روحه الزاكي  من الله رحمةٌ

ومغفرةٌ تَهـمي عليه عــواديـــــــــــــا

لأســرته والمسلـــمـين جـميعِهـم

كـبيـرُ مُـواسـاتي وحـسـنُ عَـزَائـــيا

شعر : ويعبوب علي بن محمد من علماء القرويين

ثانوية أبي القاسم الزياني بخنيفرة

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>