«فارقنا اليوم رجلا ليس كالرجال…»


الدكتور عبد الله الهلالي (أستاذ بكلية الآداب ظهر المهراز، فاس): «فارقنا اليوم رجلا ليس كالرجال…»

عزاؤنا وعزاؤكم واحد، بل عزاء الأمة، عزاء الأمة بكل طوائفها، بكل فئاتها، بكل الخيرين فيها، بكل الغيورين عليها، بكل المحسنين فيها، بكل الدعاة فيها، عزاؤنا وعزاؤهم واحد في شيخنا وأستاذنا سيدي العربي رحمه الله تعالى، لقد فارقنا اليوم رجلا كما قال أخي ليس كالرجال، أذكركم من غير أن أطيل بأربع نقط أساسية تميز هذا الرجل:
الأولى: أنه رجل معلم، علم العلم والقرآن وقضى حياة طويلة في التعليم والمثابرة، «وكاد المعلم أن يكون رسولا». وأنا أذكر وأنا تلميذ كنت أراه يمر في الطريق من مدرسته إلى بيته، ولا يدع أحدا يحتاج إلى موعظة أو نصيحة إلا نصحه في الطريق.
الثانية: أنه كان خطيبا. وكنا تلاميذ نضع الطعام مع الثانية عشر زوالا ونجري لحضور منبره، يوم كان المنبر لا يصدع فيه بكلمة الحق إلا قلة من الأمة.
الثالثة: ونعرفه رجلا واعظا لا يحضر مأثما ولا يحضر وليمة إلا نصح وذكر بالله .
الرابعة: ونعرفه حريصا على الإنفاق، والسعي لتدريس القرآن الكريم في جميع مدارس القرآن على صعيد الوطن كله، يسعى من أجل أن ينفق فيها، فنحن اليوم نودع رجلا علما شيخا جليلا، قضى حياته لله وأنفق عمره في سبيل الله.
الدكتور عبد الله الهلالي (أستاذ بكلية الآداب ظهر المهراز، فاس)

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>