“من أحب الله تعالى، أحب رسوله محمدا ، ومن أحب الرسول العربي أحب العرب، ومن أحب العرب، أحب العربية التي نزل بها أفضل الكتب على أفضل العرب والعجم، ومن أحب العربية عني بها، وثابر عليها، وصرف همته إليها…”
أبو منصور الثعالبي النيسابوري
من مقدمة كتابه: فقه اللغة
لكل أمة معجزة، ومعجزة أمة الإسلام الخالدة قرآنه المبين، وقد خلد الحق سبحانه هذه المعجزة بلسان عربي مبين، بالرغم من أن اللغة العربية لم تكن حينها أشهر اللغات ولا العرب أقوى الأمم، ولكنها إرادة الخالق التي ارتأت في هذه اللغة الجميلة من أن تنتقل من حال إلى حال، وهو الشأن بالنسبة لأمة العرب التي تبدل حالها من أمة مشتتة يقتسم الفرس والروم تبعيتها وذيليتها، إلى أمة رائدة تفرق لها قلوب الأمم … في مجمع اللغة العربية بدمشق وفق الشيخ أبو الحسن الندوي رحمه الله تعالى مخاطبا الأعضاء الحاضرين فقال: أيها العرب لقد اختاركم الله حملة رسالته الخاتمة رغم أنكم لم تكونوا أقوى الأمم آنذاك، ولقد اختار لغتكم لتكون لغة كتابه المبين، رغم أنها لم تكن الأعرف بين اللغات، فكونوا لنا نحن الأعاجم خير المعلمين نكن لكم خير التلامذة كل المعجزات التي آتى بها الأنبياء عليهم السلام متحدية للعمل الذي يرع فيه قومهم، فموسى بعث في أمة تفننت في صناعة السحر، فجاءت عصاه واضعة حدا لهذا الدجل،وعيسى ظهر في قوم برعوا في صناعة الطب، فكانت معجزته شفاء الأبرص و الأبكم والأعمى الشيء الذي أذهل وألجم أفواه أمر الأطباء، أما محمد فقد بعثه الله في أمة تفننت في صنوف الكلام منثوره وموزونه، وتبارز شعراؤها في قصائد مخلدة، بعضعا علق على أستار الكعبة مكتوبا بماء الذهب، فجاءت معجزته المتمثلة في كتاب الله مفحمة لفطاحل الشعراء، والحكماء، وأحسن وصف لهذه المعجزة هو ما جاء على على لسان صاحب المعجزة عليه أفضل الصلاة والتسليم: «كِتَابُ اللَّهِ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَاُ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ هُوَ الَّذِي مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ اَضَلَّهُ اللَّهُ فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَهُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْاَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْاَلْسِنَةُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ وَهُوَ الَّذِي لَمْ يَنْتَهِ الْجِنُّ اِذْ سَمِعَتْهُ اَنْ قَالُوا اِنَّا سَمِعْنَا قُرْانًا عَجَبًا هُوَ الَّذِي مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ اُجِرَ وَمَنْ دَعَا اِلَيْهِ هُدِيَ اِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ».
ذ: أحمد الأشهب