وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : «إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل» (رواه مسلم).
قال الجوهري رحمه الله تعالى: يقال تثاءبت بالمد محففا على تفاعلت ولا يقال تثاوبت.
وقال ابن دريد رحمه الله تعالي: أصله من تثأَّب الرجل بالتشديد فهو مثوب إذا استرخى وكسل.
قوله: «فإن الشيطان يدخل» وفي لفظ عند البخاري كما في أول الباب «ضحك منه الشيطان» وعند ابن ماجة بلفظ: «إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ولا يعوي، فإن الشيطان يضحك منه». قال العلماء: شبه التثاؤب الذي يسترسل معه بعواء الكلب تنفيرا عنه واستقباحا له فإن الكلب يرفع رأسه ويفتح فاه ويعوي، والمتثائب إذا أفرط في التثاؤب شابهه، ومن هنا تظهر النكتة في كونه يضحك منه الشيطإن لأنه صيره ملعبة بتشويه خلقه في تلك الحالة.
ولهذا كان النبي يأمرهم بجعل اليد على الفم عند العطاس والتثاؤب وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه وخفض أو غض بها صوته، شك الراوي. (رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح).
قال ابن العربي رحمه الله تعالى: والحكمة في خفض الصوت بالعطاس أن رفعه إزعاجا للأعضاء، وفي تغطية الوجه أن لو يبدر منه شيء أذى جليسه، فيخفض صوته إذا بالعطاس ويرفع صوته بالحمد.
فائدة: من الخصائص النبوية ما رواه يزيد بن الأصم قال: “ما تثاءب النبي قط”.
وقال ابن حجر: ووقع في الشفاء لابن سبع، أنه كان لا يمتطى لأنه من الشيطان. والتمطط تسريح اليدين عند الإستيقاظ من النوم.
ذ. عبد الحميد صدوق