سبل نشر ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال
إن إذاعات القرآن الكريم من الوسائل الإعلامية التي يمكن أن تقوم بدور مهم في مواجهة التطرف والغلو؛ لأنها أصبحت اليوم من أهم وسائل الاتصال الجماهيري وأكثرها ذيوعا وانتشارا رغم قوة تأثير التلفزيون والأنترنيت وشبكات التواصل الاجتماعي، وتعد البرامج الحوارية في إذاعات القرآن الكريم بأنواعها وأقسامها من أهم البرامج التي يمكن بواسطتها التوعية بمخاطر التطرف والغلو، والاحتياط من الوقوع ضحية الجماعات المتطرفة، كما تساهم في تعزيز نشر ثقافة الحوار والوسطية والاعتدال بين شباب الأمة الإسلامية وتحصينه من الوقوع في براثن التطرف والتعصب.
ولهذه الاعتبارات، ووعيا من “اتحاد الإذاعات الإسلامية” و”المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إسيسكو-”؛ بأهمية دور الإذاعات القرآنية بالعالم الإسلامي في التعريف بالقيم السمحة للإسلام، وتبصير الشباب عليها، ومحاربة أوجه الغلو والتطرف بالأسلوب القرآني الداعي إلى التسامح والمحبة والأخوة، والرد على حملات التشويه الإعلامي للإسلام والمسلمين في المجتمعات غير المسلمة؛ وإدراكا منها لأهمية تبادل الخبرات والتجارب بين المسؤولين عن الإذاعات القرآنية في العالم الإسلامي من أجل تنفيذ خطة عمل إعلامية إذاعية كفيلة بالتعريف بقيم الإسلام السمحة، والمساهمة في تصحيح المعلومات الخاطئة عنه داخل العالم الإسلامي وخارجة؛ جاء عقد الاجتماع الثالث لمسؤولي إذاعات القرآن الكريم في الدول الأعضاء في مقر الإيسيسكو بمدينة الرباط في المملكة المغربية يومي 14-15 مارس 2016م.
وقد حددت ورقة الاجتماع أهدافه في جملة عناصر منها:
1-أهداف الاجتماع:
- التوعية بأهمية دور البرنامج الإذاعية في مواجهة التطرف والغلو ونشر ثقافة الوسطية والاعتدال.
- تبادل الخبرات والتجارب وتعزيز التعاون والتنسيق
- التعريف بالمتطلبات الفنية والمعرفية لتطوير البرامج الحوارية الإذاعية لمواجهة التطرف والغلو.
- دراسة سبل وضع خطة إعلامية عملية إسلامية مشتركة بين إذاعات الدول الإسلامية لتوعية الشباب بحقيقة التطرف والغلو وتحصينهم من مخاطره.
2- محاور الاجتماع:
- موقف الشريعة الإسلامية من التطرف والغلو والإرهاب والحوار والتعايش مع الآخر.
– عرض تجارب الإذاعات الإسلامية المشاركة في الاجتماع في مواجهة التطرف والغلو.
– البرامج الحوارية الإذاعية ودورها في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال.
وقد شارك في الاجتماع كل من السعودية والمغرب والجزائر وتونس ومصر وموريتانيا والسودان وتشاد والغابون وقطر والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان وفلسطين وجزر القمر وجيبوتي والصومال واليمن وليبيا والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم.
وافتتح الاجتماع بكلمة الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو حيث أكد في بداية كلمته وأهمية الاجتماع ومناسبته للظرفية الحالية التي يمر منها العالم العربي والإسلامي
كما أشاد بالأهمية البالغة للرسالة الإسلامية السامية التي تنهض بها إذاعات القرآن الكريم، وبالمهمة الجليلة التي يقوم بها المسؤولون عن هذه الإذاعات المتخصصة التي أصبحت واسعة الانتشار، وشدد على ضرورة التطوير في الشكل والمضمون لإذاعات القرآن الكريم؛ يقول: “فإني أغتنم هذه المناسبة لأؤكد أهمية التطوير في الشكل والمضمون لإذاعات القرآن الكريم؛ بحيث تؤدي المهمة المنوطة بها على أحسن الوجوه، ومن ذلك التوسع في الحصص المقررة للقرآن الكريم تلاوة وترتيلا وتجويدا وتحفيظا حتى لا تطغى البرامج والمواد الإذاعية الأخرى، مع الاهتمام بحصص التحفيظ، وببرامج التفسير السهل المبسط، مع مراعاة التنوع في القراءات المعتمدة، إلى جانب الاهتمام بنشر ثقافة الوسطية والاعتدال، وتعزيز قيم التسامح والحوار والتفاهم والوئام والاحترام المتبادل.
ومن جانب آخر عبر المدير العام لاتحاد الإذاعات الإسلامية عن استيائه وقلقه تجاه الوضع المتفاقم الخطير الذي تعيشه الأمة الإسلامية مما يفرض على الإعلام الإسلامي مضاعفة الجهد للتصدي لهذه التحديات وفتح جميع قنوات التواصل مع كل الجهات، وخاصة الشباب؛ لإجراءات مقاربات فكرية تعتمد الحوار أسلوبا، والاقتناع بالحجج والنصوص الشرعية منهجا، كإسهام منها لعلاج هذه الانحرافات.
ونوه بالجهود التي يبذلها المغرب في مجال تحفيظ القرآن الكريم، والحفاظ على تعليم العلوم الشرعية؛ الأمر الذي رشحه لتنظيم هذا الاجتماع.
وفي ختام هذه الكلمة ذكر بالمسؤولية الجسيمة والأمانة التي طوقت أعناق مسؤولي إذاعات القرآن الكريم، وحثهم على: “بذل المزيد من الجهود للإسهام في درء ما تشهده الأمة من مخاطر الانحراف ومظاهر الغلو والتطرف، وأن تأخذوا بيد الشباب لتحصينه وحمايته من موجات الإلحاد ومخاطر الغلو والتطرف، وبالإجمال إظهار الإسلام على حقيقته؛ دين التسامح والأخوة؛ الدين الذي يحترم الديانات ويصون الحريات الفردية والجماعية”..
• إعداد: محمد معطلاوي