ذهل حين فتح دولابا مهملا في قبو البيت.. وجده مكدسا بأشياء مختلفة: حلي من الذهب والفضة، تحف ثمينة، كتب، ملابس، لعب أطفال، أدوات تجميل، أدوية، أشياء تافهة..
خمّن طويلا.. سأل زوجته.. قالت له إنها «أمانة»، سألها عن مصدرها.. صمت حين نهرته: «تتدخل في أمور خاصة بالنساء!»
مرة نسيت حقيبة يدها في متجر.. وحين ذهب ليتسلمها ذهل ثانية.. في الحقيبة ملاعق وشوك وسكاكين.. وحين سألها.. تلعثمت: «حين تناولنا الغذاء في المطعم، نسيت ووضعتها في حقيبة يدي..!»
أمرها أن تعيد ذلك للمطعم، لكنها رفضت رفضا باتا..
لم يُجْدِ معها الحوار .. قاطعها..
صار يفكر في أمر كثرة التحف والأواني المختلفة -غير المتطابقة مع بعضها- في بيته.. تذكر أمر الدولاب.. تسلل إليه.. كسر القفل.. ذهل مرة أخرى.. وجد الدولاب قد تضاعفت محتوياته واختلفت..!
حاول أن يناقشها في الأمر.. ازدادت عنادا.. هددها بفضحها.. غضبت وذهبت إلى بيت أهلها..
هرع إلى مركز الشرطة حين علم بالقبض عليها متلبسة بالسرقة من متجر فاخر، بعد أن رصدتها كاميراته.. أفرج عنها بكفالة مرتفعة.. اعتذر للمتجر ورد المسروقات..
تساءل عن سبب ذلك وهي التي تنتمي إلى أسرة ميسورة..
صُدم حين عرف أن أخواتها ونساء عائلتها معظمهن يتفنن في السرقة، ويتنافسن فيها بينهن..!
فكر في الطلاق.. لكنه استبعد الفكرة.. لم يستطع تشتيت طفليه..
أخذها مكرهة إلى طبيبة للأمراض النفسية..
حاول أن يرد المسروقات إلى أصحابها بمساعدتها..
صبر.. لم يمل من تذكيرها بخصلة الأمانة وعاقبة السرقة..
لم يصدق نفسه حين علم أنها لعبت دورا كبيرا في توبة نساء عائلتها من السرقة..!
ذة. نبيلة عزوزي