كان ذاك الشاب الأمريكي، يتمتع بشيء خفي، رغم ما اعترضه من العقبات في طريقه.
فقد مكث في السجن بضع سنين بتهم متعددة، وجرائم قد لا نسمع عنها أو نراها إلا في الأفلام الأمريكية.
وآخر الجرائم كانت حيازة مخدرات!
ولعل الأحداث التي تعاقبت عليه في السجن غيّرت من أفكاره، وتحولت أهدافه من جريمة إلى نجاح مثمر.
فقد شغف وهو في السجن بمشاهدة مباريات الجولف من خلال شاشة تلفاز. إلا أنه في إحدى المرات، تم إيقاف المباراة نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة.
وهنا استاء الشاب، وخطرت له فكرة لعبة التنس التي عمل على ابتكار نسخة منها. وجمع بين رياضة الجولف والبلياردو التي تسمى: جولف الطاولة.
عكف على الرسم والتصميم ووضع القواعد والقوانين حتى خرج من السجن بتصميم النموذج الأول.
ثم بدأ يسوق نموذجه، حتى واجه بعض المواقف.
وفي يوم من الأيام عرض عليه صاحب محل أن يعرض النموذج في معرض للبلياردو الموسمي والذي يقام كل سنة.
ذهب إلى هناك حيث عرض النموذج، وجذب الانتباه، وتم التصنيع والبيع والانتشار حتى تراوح سعرها ما بين175دولارا إلى 700 دولار.
وبهذا حقق أرباحا وصلت إلى 5 مليون دولار أمريكي.
وفرص الحياة مواتية لتغيير قناعاتك وبناء مستقبلك. فإن حاولت مراراً وفشلت، حاول أيضاً.
وإذا تجمعت حولك أخطاؤك وارتفعت عالياً في سقف إحباطاتك ارتفع أنت فوقها، وأشعل فتيل الأمل ليضيء لك طريقك.
فكر أنه لا يوجد إنسان ناجح على وجه الأرض إلا وقد ذاق طعم الإخفاق ثم عاود المحاولة.
اللحظة السلبية التي انبثقت منها أخطاء عدة. حولها إلى لحظة إيجابية بمهارة القناعة الذاتية، والإيمان بيقين التغيير {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(الرعد:11).
لا تقف عاجزا أمام أي طريق متعرج. فالذين ساروا في اتجاهات عدة نجحوا.
يقول ديل كارنيجي: «إن أفكارنا هي التي تصنعنا، واتجاهنا الذهني هو العامل الأول في تقدير مصيرنا.
قد تختلف مع الآخرين في ظروفهم ونشأتهم. لكن الفيصل من يملك عقلا راجحاً سليماً يعرف كيف يعالج خطأه ويبني مستقبله.
إن تغيير القناعات والتفكير الإيجابي يبدأ من الإيمان أولاً، ثم الطريقة التي يعمل بها العقل الباطن. وهي نتاج العقل الواعي.
والمشاعر والأحاسيس والأفكار والعواطف، ما هي إلا نتاج هذا العقل، الذي تخزن فيه كم هائل من الأحداث التي عاشها الشخص أو تربى عليها.
إن التفكير الإيجابي السليم يخلق في النفس والفكر: قوة خارقة، تجذب لنفسك نجاحات متتالية.
اِملأ عقلك بالأفكار الإيجابية، وحدث نفسك بإيجابية.
احذر المحبطين والمسوفين. تحرر من قيود الماضي.
تصور حياة ناجحة، شجع نفسك وركز على أهدافك.
كرر المحاولة مع الدعاء والاستعانة بالله والتوبة، فقد يكون ما ينتابك من ظروف هو نتاج انحرافك عن الطريق الصواب.
تأمل في الحياة أنها كون فسيح في جوانبه، هناك ورود بيضاء تنتظر من بتعهدها بالحب حتى تتفتح زاهية بهية.
موقع لها أون لاين
فاطمة محمد الخماس