الرواية الأولى :
رواية فرنسية: كارثة 13 نونبر 1914
إنه فصل الخريف، فجأة صرنا أمام فاجعة حربية عظيمة، يوم 12 نونبر، علم الكولونيل لا فيردور، حاكم منطقة خنيفرة من خلال عيونه ومخابراته أن عصابات موحا أوحمو الزياني مستقرة في منطقة لهري على بعد 12 كلم من مكان الجيش الفرنسي.
فهي فرصة سانحة إذن لمباغتة معسكر الزياني، والضرب على يده بقوة.
في عمق ليلة 13 نونبر، على الساعة الثالثة صباحا، تقدم لافيردور بجيش من أربع مجموعات، على الساعة الرابعة والنصف صباحا هجم لافيردور على معسكر الزياني الذي يعج بالناس كعش النمل. وذلك يذكرنا بمشهد الاستيلاء على سمالة عبد القادر (يقصد الأمير عبد القادر وبذلك فالراوي يعقد مقارنة بين أميرين الأمير عبد القادر والأمير موحا أوحمو الزياني).
حينها، قام سلاح الفرسان يشطب البرابرة، الذين فروا في جميع الاتجاهات. أما سلاح المدفعية فشن هجومه الكاسح على المعسكر بطلقاته المتتالية، ثم انتهى بتفريق ما بقي من الزيانيين.
وتحت قصف المدفعية استيقظ كل سكان الجبل مذعورين، وتوجهوا للمعسكر أخذتهم الحمية على إخوانهم.
وأثناء صفرة الصباح الباكر، نحن أمام ركام من الجلابيب البيضاء والصلصلية المخططة بالأسود مدحرجة على طول منحدر أروكو؛ إنهم أتباع موحا أوحمو…
على الساعة الثامنة صباحا أصدر الكولونيل لافيردور أوامره بالانسحاب من المعسكر.
وفي ظل هذه الوضعية وقع الحصار على الجميع… فتصدرت لفكه مجوعة الكولونيل كولونا دولوكا فكان أن انسحبت المجموعات الثلاث وتمكنت من عبور واد شبوكة.
وانسحبت كذلك سرية 75 بسرعة لنفاذ عتادها، لكنها أحيطت بإعصار البرابر، فكان ضحية ذلك المرشدون والسدنة. وقبل أن يستسلم هؤلاء الأسود أعادوا كل قطع السلاح غير المستعملة.
فكان أن كانت الفاجعة، منذ الساعة العاشرة صباحا نفذ كل عتادنا، فقتل الكولونيل لافيردور ومعه سامي الضباط.
فانقلبت الآية، فصرنا أمام موكب من جرحانا بسبب المعارك الشرسة مع العدو، تم نقلهم لمدينة خنيفرة من قبل مجموعة من الجند. وبعد إخباره بهزيمتنا، أرسل القبطان كرول سرية رشاشات من أشرس سرايا تادلة، فتحت النار على عصابات البربر.
فكانت حصيلة هذه المعركة العنيفة فقداننا لثلاث وثلاثين ضابطا وخمس مائة وثمانين من الجند، وجرح ستة ضباط ومائة وسبع وخمسين جنديا.
حسن محجوبي
——————-
مترجم من الأرشيف الرقمي الفرنسي/المكتبة الوطنية الفرنسية
lecture pour tous page 1258 paris (1898-1971)